عاجل
رئيس حزب الوفد
د.عبد السند يمامة
رئيس مجلس الإدارة
د.أيمن محسب
رئيس التحرير
د. وجدى زين الدين
رئيس حزب الوفد
د.عبد السند يمامة
رئيس مجلس الإدارة
د.أيمن محسب
رئيس التحرير
د. وجدى زين الدين

 

 

 

أعترف مقدماً بأننى من عشاق البحر الأحمر عموماً ومدينة الغردقة خصوصاً، حيث أتردد عليها عدة مرات سنوياً بانتظام منذ أكثر من خمسين عاماً. لذلك، أعتبر أنه من واجبى نحوها أن أكتب عن أحوالها من فترة لأخرى. أمضيت أسبوعاً بها مؤخراً. الأغلبية الساحقة من السياح مصيفون مصريون مع قلة قليلة من السائحين الأجانب. بالنهار المدينة هادئة بسبب حرارة الصيف ووجود المصيفين على الشواطئ. فى المساء تبدأ الحياة تدب فى المدينة. معظم المحلات لا تفتح إلا بعد الظهر. بحلول الليل يشتد الزحام فى كل مكان تقريباً. السبب الرئيسى للزحام هو سوء حالة معظم الطرق الرئيسية بالمدينة وكثرة الكسور والمطبات بها بل إن بعضها موجود منذ سنوات دون إصلاح فأصبح من معالم المدينة المعروفة. يزيد طين الزحام بلّة بعض لجان المرور التى تتمركز دائماً فى نفس المكان المعروف بطريق الشيراتون وطريق الممشى السياحى، فتكون النتيجة أن كل المخالفين المحترفين يتفادونها ولا يعانى من قرفها إلا أهل المدينة المنضبطين وزوار المدينة الوافدين بسياراتهم للسياحة.

ولا ننسى طبعاً دور المطبات الصناعية الغبية غير المحددة المعالم والتى تلعب دوراً مهماً فى قرف السائقين والراكبين على السواء. فوجئت فى هذه الزيارة بتدهور حالة مئات من أشجار النخيل المثمر المزروع منذ سنوات طويلة على طريق المطار والتى تكلفت زراعتها عشرات الملايين آنذاك. الكثير منه مات بالفعل والباقى فى الطريق إلى الموت إن لم يتم إنقاذه. وعلى النقيض من ذلك وجدت النخيل فى النصف الجنوبى من هذا الطريق الطويل يانعاً مقلماً حاملاً ثمار البلح فى منظر جميل يدل على عناية فائقة. إذاً ماذا حدث للنصف الشمالى من الطريق؟ أمر غريب ومُريب!!

ورغم كل السلبيات هناك إيجابيات أيضاً وتحسن فى بعض النواحى. الحديقة العامة الكبيرة التى أقيمت بطريق النصر ومرافقها العديدة تعتبر إضافة كبيرة للغردقة وأتمنى أن تُدار إدارة اقتصادية راقية حتى لا تتحول فى يوم من الأيام إلى خرابة أو ساحة للعب الكرة الشراب أو ملتقى للمدمنين. كذلك فقد لاحظت عودة الكثير من المطاعم والمحلات لفتح أبوابها بعد أن كانت مغلقة بسبب انهيار السياحة الأجنبية، وبعد أن زادت السياحة الداخلية للمصريين وأثبتت أن أعدادها الكبيرة قادرة على انعاش الاقتصاد السياحى للمدينة فى موسم الصيف على الأقل. عموماً فإن مدينة الغردقة تظل درة البحر الأحمر، وأدعو الله أن يسوق لها من المسئولين من يحافظ عليها ويضيف إليها، وأن يكفيها شَر التتار على رأى المهندس حسب الله الكفراوى – أطال الله فى عمره.