عاجل
رئيس حزب الوفد
د.عبد السند يمامة
رئيس مجلس الإدارة
د.أيمن محسب
رئيس التحرير
د. وجدى زين الدين
رئيس حزب الوفد
د.عبد السند يمامة
رئيس مجلس الإدارة
د.أيمن محسب
رئيس التحرير
د. وجدى زين الدين

حكاية وطن

من واقع خبرتى فى الصحافة البرلمانية أجزم بأن الدكتور على عبدالعال رئيس مجلس النواب بخيل جداً فى إنفاق المال العام المخصص لميزانية المجلس، الرجل لم يخف أن حجم الميزانية الجديدة بلغ ملياراً و300 مليون جنيه، وقال أيضاً أين تنفق هذه المبالغ، فأكثر من 80% من هذا الرقم يخصص رواتب للعاملين بالمجلس وهم بالآلاف بعد ضم العاملين بمجلس الشوري، وهذا الجهاز الإدارى الذى يمثل الأمانة العامة تركة ثقيلة ورثها مجلس النواب الحالى من مجالس ما قبل الثورة، وتحصل بخلاف المرتبات على العلاوات الخاصة وإعانة الغلاء، وباقى الميزانية يوزع بين مكافآت النواب، ونفقات المجلس الأخرى، والدكتور على عبدالعال خير النواب إذا كانوا يتنازلون عن مكافآتهم فإنه ليس لديه مانع وهو أولهم، وقال لهم إن هذا الأمر كان مطروحاً على لجنة تعديل الدستور، وتم إقرار المكافأة إذا عرفنا أن الدكتور عبدالعال نسف جيش المستشارين الذى كان يتقاضى مكافآت بالآلاف بدون عمل، وقام بتحجيم سفر النواب وتقليص حجم الوفود البرلمانية فى السفر، وتحميل نفقات سفر بعض  الصحفيين مع الوفود البرلمانية على حساب مؤسساتهم، وإلغاء فسح الشفاء والصيف المسماة بالزيارات الميدانية، وقصر السفر على الأمور المهمة التى تستلزم بحثها من خلال لجنة برلمانية، وإلغاء أساطيل السيارات المرابضة فى جراج المجلس لزوم التشريعات وتنقلات كبار الموظفين، وتفعيل دور لجنة الخطة والموازنة فى مراجعة كل كبيرة وصغيرة فى الميزانية والحساب الختامى لمعرفة أوجه الإنفاق.

فإن ذلك يؤكد حرص رئيس مجلس النواب على المال العام وليس لديه ما يخفيه عن موازنة المجلس التى زادت هذا العام بنسب بسيطة فى الوقت الذى زادت فيه ميزانيات جميع المؤسسات فى الدولة وهى زيادة طبيعية لمواجهة الزيادة فى الأسعار وصرف العلاوات  المقررة.

لم يسلم مجلس النواب من الانتقادات الحادة منذ بدء انعقاده رغم أنه أفضل مجلس عرفته مصر منذ فترات طويلة، إلا أن هناك محاولات للتربص بالمجلس من جهات غير وطنية تسعى لهدمه لضرب المؤسسة التشريعية، وفطن الدكتور على عبدالعال لهذه المحاولات وقرر عدم التراجع عن الدور الذى رسمه لمجلس النواب فى مساندة الدولة الوطنية، وقيام المجلس بدوريه التشريعى والرقابى الذى يخدم بناء الوطن وإخراجه من كبوته بعد إنقاذه من حكم الجماعة الإرهابية. إن الدور الذى يقوم به الدكتور عبدالعال يعتبر دوراً بطولياً بالقياس إلى الترف الذى كانت تعيش فيه المجالس السابقة التى كانت تستند إلى حزب أغلبية حاكم يتبنى جميع القضايا المعروضة للنقاش من خلال أعضائه، كما يتبنى إلزام النواب بحضور الجلسات، وهى من أصعب المشاكل التى تواجه رئيس مجلس النواب حالياً.

يبذل الدكتور عبدالعال جهداً ووقتاً طويلاً فى الرد على الشائعات التى تتناول مجلس النواب بغرض التأثير عليه وآخرها ما تردد عن سفر 28 نائباً إلى روسيا على حساب المجلس لتشجيع المنتخب الوطنى فى كأس العالم.، وهو ما لم يحدث، وسافر النواب على حسابهم، الحفاظ على كرامة المجلس مسئولية رئيس المجلس ولكنه فى حاجة إلى تعاون النواب معه لعدم إعطاء الفرصة للمتربصين بالمجلس فى استغلال أى سلبية يستغلونها ضد المجلس، ولذلك كان الدكتور عبدالعال محقاً عندما أكد أحقية الإعلام فى انتقاد بعض الممارسات السيئة لبعض النواب، وقال إن النواب أعطوا الفرصة للإعلام لانتقادهم. كما كان «عبدالعال» محقاً وليته ينفذ ما صرح به بأنه سيعلن تقارير لجنة القيم عن تجاوزات بعض النواب، وهذا يدل على أن رئيس مجلس النواب لا يتستر على أى  تجاوزات وهو محكوم بالدستور واللائحة الداخلية فى القيام بواجباته.

 يستحق الدكتور على عبدالعال الإشادة على حجم الإنجازات التى حققها مجلس النواب رغم عدم وجود أغلبية حزبية تسانده، ورغم حالات التربص التى يواجهها المجلس، ولكن شفافية رئيس المجلس وإصراره على القيام بدوره وراء هذا النجاح رغم قلة خبرة معظم النواب، إلا أن هناك اجتهاداً وإصراراً على القيام بالدور المطلوب من السلطة التشريعية التى تتعاون مع باقى السلطات عندما يتطلب الصالح العام قدراً من التعاون وتحتفظ باستقلاليتها عندما تمارس دورها الذى رسمه لها الدستور.