رئيس حزب الوفد
د.عبد السند يمامة
رئيس مجلس الإدارة
د.أيمن محسب
رئيس التحرير
عاطف خليل
رئيس حزب الوفد
د.عبد السند يمامة
رئيس مجلس الإدارة
د.أيمن محسب
رئيس التحرير
عاطف خليل

تسلل

توقفت كثيرا عند دموع التونسى نبيل معلول المدير الفنى لمنتخب تونس قبل مباراة بلجيكا التى خسر فيها نسور قرطاج بالخمسة.. كانت دموع مدرب وطنى يشعر مع نشيد بلاده بمدى المسئولية الملقاة على عاتقه وإحساسه بصعوبة المهمة.

«معلول» قرأ مشهد المواجهة الصعبة قبل انطلاقها، عرف الفوارق بين لاعبيه ونظرائهم البلجيك، كان يعلم ان كل العرب يعولون عليه بعد خروج مصر والسعودية والمغرب.. يصرخ من أعماقه بأنه يواجه السيناريو الكارثى، وفرق بين الحلم والواقع المرير. بين إمكانيات لاعبين يعرفون الالتزام منذ الصغر، ولا يعرفون للسهر والضياع طريقا.. لاعبين اختارهم مدربون «كشافين» بعيدا عن المجاملات.

«معلول» تيقن ان الخسارة يعنى توجيه سهام الاتهامات ضده حتى لو حاصر المنافس فى نصف ملعبه وسيذبح فدائما المدرب «كبش فداء»، مثل المتهم البرىء من تهمه ويساق إلى حبل المشنقة وهو على يقين ببراءته.!

كان بكاؤه رسالة لخصت حلقات «مأساة الكرة العربية» وكأن لسان حاله مع تساقط الدموع سأنفذ أيها الجالسون على مقاعدكم الوثيرة ما تريدونه باللعب بشكل مفتوح والهجوم ليمطر مرمى البلجيك كما تريدون وتحلمون، لكنه يعلم النتيجة مسبقا سوف تُصدمون بواقع مؤلم وتلعقون مرارته، وإذا كنت باكيا مسبقا فسوف تبكون البكاء المر بعد صافرة النهاية لأنهم سيصطادوننا واحدا تلو الآخر، ويجهزون علينا لأننا لم نعتد مجاراة الكبار وقهرهم وهى ثقافة زرعناها فينا منذ الصغر!

كانت دموع «معلول» رسالة للكرة العربية بأهمية تغيير المنظومة كلها فالمساءلة أكبر من مدرب.

كمصريين.. وجهنا اتهامات لكوبر وأعطينا ظهرنا لإدارات فاشلة تدير الكرة، همها المحسوبيات وتقريب أصحاب الحظوة فى شئون الاتحاد والمنتخبات الوطنية، واعتمدنا على أهل الثقة بعيدا عن الكفاءات.!

لاعبون اعتزلوا للتو فجاءوا بنجوميتهم ومعارفهم لتولى فرق الناشئين دون خبرة فأعطوا النشء البرىء جرعات تدريبيه «خلصوا عليهم» مبكرا وفشلوا فى تعليم المدافعين والمهاجمين كيفية التمركز الدفاعى والتغطية وتبادل المراكز دفاعا وهجوما، فأصبح اللاعب عمره 35 عاما ولا يعرف كل هذه البديهيات، ويقع فى أخطاء لا يقع فيها لاعب ناشئ..

أعيدوا شريط الأهداف الأربعة فى لقاءى أوروجواى وروسيا لتعرفوا الاخطاء الساذجة.. ولو جئت بأفضل مدربى العالم فلن يغير من مفاهيم وعادات اعتادها لاعب يقترب من الاعتزال بعد أن رضعها منذ الصغر.. شاهدوا هدف روسيا الثانى كرة طولية «عابرة للقارات» فى عمق الدفاعات، الننى واقف على خط منطقة الجزاء وزاوية الرؤية أفضل للننى عن الركنية أو العرضيات «الجانبية» أمامه الكثير ليقدر مسافة العودة للخلف «ياردة» بظهره لإبعاد الكرة برأسه، خطأ ثان وقوف على جبر فى ظهره ومهاجم روسيا بينهما يخطف الكرة بمراوغة «مذلة لجبر» ثم الانفراد والهدف!

نلوم كوبر ونعلم أن المسابقات تحتاج تغييرًا لزيادة قوتها ومنافساتها لإفراز لاعب دولى ينافس الكبار، وتراجعنا لأننا خشينا من صوت الجمعيات العمومية وفاتورة الانتخابات.. وانظروا ماذا حدث لمجرد التفكير فى إقامة دورى القسم الثانى من مجموعة واحدة.!

كيف تتوقعون من دورى ممتاز يفرز المغربى وليد أزارو «هداف المسابقة» والتونسى على معلول والمصرى مروان محسن.!

انظروا للسيرة الذاتية للأرجنتينى خوان انطونيو بيتزى مدرب السعودية والفرنسى هيرفى دينار مدرب المغرب ونبيل معلول لتعرفوا أن المسألة أكبر من مدرب ولو قادوا الكبار لعاشوا نشوة الانتصار!

[email protected] com