عاجل
رئيس حزب الوفد
د.عبد السند يمامة
رئيس مجلس الإدارة
د.أيمن محسب
رئيس التحرير
د. وجدى زين الدين
رئيس حزب الوفد
د.عبد السند يمامة
رئيس مجلس الإدارة
د.أيمن محسب
رئيس التحرير
د. وجدى زين الدين

لله والوطن

 

ما أحوجنا الى أن نستحضر الآن ذكريات أيام عصيبة.. مرت على الوطن فى مثل هذه الأيام من عامى 2012 و2013.. ولنتوقف أمام أهم يومين حاسمين ومفصليين فى تاريخ ما بعد يناير 2011.. يوم 24 يونية 2012 تاريخ إعلان فوز مرشح تنظيم الإخوان الإرهابى محمد مرسى برئاسة الجمهورية.. ويوم 30 يونية 2013 تاريخ بداية زوال الغُمة والتمهيد لثورة استرداد البلاد من بين براثن قوى الغدر والظلام التى استولت على الحكم فى غفلة من الشعب.. والزمان.

•• ما بين اليومين المشهودين

أيام مرت على الوطن.. سوداء.. ثقيلة.. بائسة.. فقد فيها الشعب كل أمل فى زوال تلك الغمة.. التى يتحمل وحده غبن التورط فيها.. بثقته المفرطة فيمن خدعوه باسم الدين.. وسرقوا أحلام ثورته المشروعة.. فإذا به يستيقظ منذ اليوم الأول لتولى «التنظيم الإرهابي» سلطة الحكم على «الخدعة الكبرى» التى أراد الإخوان أن يحولوا بها مصر الى «عشيرة» فى دولة خلافتهم المزعومة.. الى أن حل ذلك اليوم المشهود.. المشئوم.. يوم الاحتفال بذكرى انتصار أكتوبر.. الذى حشد «مرسي» لحضوره ثلة من القتلة والسفاحين.. الملوثة أياديهم  بدماء ضحايا الإرهاب والتطرف والتكفير.. ليدرك الشعب وقتها بشاعة ما ارتكبه من خطيئة فى حق الوطن.. إما بسلبيته.. أو بمنحه الثقة لمن لا يستحق.. فى انتخابات كانت نتائجها فاضحة وكاشفة لضعف وهوان كل القوى السياسية التى كانت تملأ الدنيا صخباً وضجيجاً آنذاك بمطالبها الثورية.

•• إلى أن جاء يوم الخلاص

عندما ألقى الفريق «آنذاك» عبدالفتاح السيسى، القائد العام للقوات المسلحة وزير الدفاع.. كلمته التاريخية التى وجه فيها إنذاراً صريحاً لكل القوى السياسية.. وأمهلها أسبوعاً لإيجاد صيغة تفاهم وتوافق ومصالحة حقيقية لحماية مصر وشعبها.. والخروج بها من النفق المظلم الذى وصلت إليه.

هذا اليوم الفاصل.. لم يستوعب الإخوان رسائله ومعانيه.. وكذلك قوى سياسية أخرى.. لم يصدقوا أن هناك طوفاناً ثورياً حقيقياً قادماً.. ولم ينتبهوا إلى خطاياهم التى حذرهم منها «السيسى».. عندما قال لهم بوضوح: «يخطئ من يعتقد أن حالة الانقسام التى آل إليها المجتمع لا تهدد أمنه القومى».. كما يخطئ من يعتقد أن القوات المسلحة «ستظل صامتة أمام انزلاق البلاد فى صراع يصعب السيطرة عليه».. وكذلك يخطئ من يعتقد أنه «يستطيع بأى حال من الأحوال الالتفاف على أو اختراق العلاقة الأزلية بين الجيش والشعب».

•• حذرهم «السيسى»

لكنهم مضوا فى خطاياهم وغيّهم ومغامراتهم.. ولم يستوعبوا رسالة أن المسئولية الوطنية والأخلاقية للقوات المسلحة تجاه الشعب.. تحتم عليها التدخل لمنع انزلاق مصر فى نفق مظلم من الصراع أو الاقتتال الداخلى.. أو التجريم أو التخوين أو الفتنة الطائفية أو انهيار مؤسسات الدولة.

•• أعماهم غرورهم.. وخدعتهم قوتهم الزائفة.. فكانت الثورة فى 30 يونية 2013 التى خلعتهم خلعاً وأنهت دولتهم وسلطانهم، بينما كانوا يظنون أنهم أصبحوا فيه مخلدين أبد الآبدين.. وهذا هو إعجاز شعب مصر وجيشه وقيادته.. وهو درس للتاريخ ما أحوج «البعض» لأن يتذكره ويستوعبه اليوم من جديد.