رئيس حزب الوفد
د.عبد السند يمامة
رئيس مجلس الإدارة
د.أيمن محسب
رئيس التحرير
د. وجدى زين الدين
رئيس حزب الوفد
د.عبد السند يمامة
رئيس مجلس الإدارة
د.أيمن محسب
رئيس التحرير
د. وجدى زين الدين

 

 

عندما يحدث التقاء فى الفكر ويحس المتحدث أو المتلقى انه يوجد مقطوعة موسيقية سوف يتم عزفها عندما يتكلم أحدهما فهذا يسمى بالتناغم الفكرى الذى يسهل الطريق لفهم أحدها الآخر،  فالتناغم ليس فى الموسيقى فحسب ولكنه موجود فى كل شيء حولنا فتناغم الفكر نشعر به عندما نصل لأرقى مستويات التحدث  ونهتدي به إلى وجود ما حولنا فهو يسهل علينا ما ننطق منه في تعاملاتنا فى كافة أمور الحياة، وما نحاول استنتاجه يصل إلى تسهيل الحوار بين بعضنا البعض.

فإن كان هذا التناغم الفكرى سليمًا جاء نظرنا وأداؤنا سليما وفق نسقه، وإن كان فكرا معتلا جاء نظرنا وأداؤنا معتلا على شاكلته. من هنا يجب أن نحرص دوما على أن يكون الفكر الذى نصل به لدرجة الرقى أن يتناسب مع قيمنا الحضارية التى نتجمل بها. فتناغم الفكر دائما لا يأتى من الهواء ولكن له بعض الأسباب التى من خلالها تكتسب هذه المعرفة التى تجعلك متقدمًا للفكر والحديث فحتى نكتسب تلك المعرفة فيجب علينا يقينا أن نتأهل تدريجيا الى مرحلة جديدة فى اكتساب العقل لمعرفة جديدة يستفاد منها.

حتى إذا كنت في مجلس او حوار مع احد الاشخاص فيجب أن يستمع اليك ليس هذا فحسب فعندما تجد شخصا يعطيك اهتمامًا كبيرًا لاستماعك فليس ذلك بشيء هين ولا سهل فعملية التفكير تتضمن معالجة المعلومات عندما نعمد لتشكيل المصطلحات وحل المشكلات، الاستنتاج، و اتخاذ القرارات.

في لحظة الانعكاس الذاتي البشري، تحدث أوضاع و خبرات جديدة تتم محاكمتها مقابل خبرات مختزنة تتم استعادتها. يقوم الذكاء حينها بحفظ الخبرات الجديدة مع الخبرات القديمة بشكل منفصل دون مزجهما، لكن من الممكن للذكاء أن يقوم بمزج، أو دمج أو ترتيب هذه الخبرات و الإدراكات و المفاهيم و الخبرات فلذلك عندما تصل لمرحلة معينة تعرف فيها أنك قد وصلت لتناغم فالفكر فيعرف الجميع أن هذا التناغم نتاج عن كثير من الحوارات والاحاديث والقراءة وتم مزج كثير من هذه الاشياء حتى حصلت على التناغم الفكرى فعندما تجلس بجانب احد وتكونا انتما الاثنان على صلة قوية يمكنكما الحديث ببعض الكلمات البسيطة التى لو كان معكما ثالث ما فهم ماذا تقصدان فانها القوة الروحية المكنونة بداخل كل انسان فهى تكاد تكون مثل الحاسة الزائدة عند الانسان  وهناك فرق كبير جدا بين لغة الاشارة او التكلم ببعض الالغاز والتناغم الفكرى فلغة الاشارة وغيرها لا ينبعث من خلالها أى فكر أو تطور فالعقل البشرى يعكس التناغم الفكرى الذى يبعث من خلاله صلة قوية يجعل العقل يتسم بمعرفته ويجعل بين الاشخاص علاقة ثقافية تجمعهم فى الفكر الراقى الذى بسببه يتطور الفكر وتقدم الانسان عموما يبدأ بتقدمه الفكرى  فكل انسان عندما يتجه بقلبه أولا فيتقبل فكرة التناغم الفكرى فيتم معالجتها ذهنيا فحينها لا يوجد أى شك فى أن يصل المجتمع الى درجة رقي عالية قد نحتاجها كثيرا ونفتقدها بشدة فلذلك الوصول اليها قد يكون ليس سهلا ولكنه مهم جدا ونصل لهذا الحد من التناغم بكثرة القراءة التى تجعلك تعلو فوق كثير من الناس بسبب علمك وأيضا الثقافة الذاتية التى تجعل عقلك يتحدث بتلقائية يندهش لها البعض ويكاد عندما تتحدث تجد من يحب ان يستمع اليك فحينها اعلم انك قد وصلت لاعلى مكانة فى التناغم الفكرى.