عاجل
رئيس حزب الوفد
د.عبد السند يمامة
رئيس مجلس الإدارة
د.أيمن محسب
رئيس التحرير
د. وجدى زين الدين
رئيس حزب الوفد
د.عبد السند يمامة
رئيس مجلس الإدارة
د.أيمن محسب
رئيس التحرير
د. وجدى زين الدين

قلم رصاص

«حاكموهم».. حاكموا كل من يسىء لسمعة وكيان مصر، حاكموا كل من يحاول أن يجعل من مصر التى تربى فى شوارعها وحواريها، صورة مشوهة للنيل من استقرارها، حاكموهم بقانون جديد يسمى قانون «الضمير»، قانون يتم إقراره لصالح شعب تمت سرقته على مدار أربعين عاماً، حاكموا كل لص وحرامى سرق من قوت هذا الشعب ليشيد القصور والشركات، حاكموا كل وزير أو محافظ وقف مكتوف الأيدى ولم يأخذ قرارات رادعة ضد لصوص أراضى الدولة، ومافيا المحليات من محترفى التغاضى عن وقائع البناء فى الأراضى الزراعية التى تحدث كل ساعة، حاكموا كل من سرق أراضى وممتلكات الشعب وكبر كرشه، حاكموا كل فاسد أخذ رشوة وتغاضى عن بناء مخالف يقع على رأس ضحاياه، حاكموا كل وزير أو محافظ حدثت خلال أيامه وقائع فساد سهلها بالمجاملة والترضية على طريقة «شيلنى واشيلك»!

لقد كتبت فى هذا المقام خلال الأسبوعين الماضيين عن اختيار المحافظين، وضربت أمثلة عن تدهور المحافظات فى الطرق المحطمة، والمواقف والأسواق العشوائية، والبناء المخالف، بل واخترت مثالاً صارخاً عن طريق الموت «حوش عيسى دمنهور» الذى يحصد الأبرياء تحت بصر المسئولين بالمحافظة وكيفية عدم وجود رقابة مرورية أو توسعة وخاصة أنه من الطرق الحيوية المؤدية للمناطق الصناعية، وبعد أيام قليلة من التجاهل فوجئ الجميع بحادث مروع ذهب ضحيته مواطنون غلابة ما بين قتلى ومصابين، وأتساءل ويسأل الجميع، دم هؤلاء فى رقبة من؟!

إنه الضمير ياسادة.. الضمير الذى يعتبر ميثاقاً بين كل شخص ونفسه، فكيف لو كان قانوناً يتطلب أن يلتزم به كل محافظ أو وزير بعد أداء القسم أمام الرئيس، إنه «الضمير» الذى يضعك أمام مسئولياتك فى رعاية أبناء مؤسستك أو المحافظة التى تتولاها، الضمير الذى تحاسب من خلاله عن تقصيرك فى حقهم، كيف مهدت لهم الطرق وحافظت على أرواحهم، كيف واجهت مافيا القضاء على الرقعة الزراعية، ومخالفات البناء، كيف خططت للقضاء على محترفي الفساد من موظفي الإدارت الهندسية، والتعديات على أملاك الدولة، كيف كان اهتمامك بالنظافة والشوارع التى تحولت لأسواق عشوائية، كيف كان اهتمامك بكل المواقع أسوة بموقع ديوان الوزارة أو المحافظة. وأخيراً.. حاكموهم كى يتأكدوا أن مصر ليست كما كانت «تكية»، حاكموهم حتى يتيقنوا أننا أصبحنا نبنى ونحارب فى ذات الوقت من أجل أن تبقى مصر».

[email protected]