رئيس حزب الوفد
د.عبد السند يمامة
رئيس مجلس الإدارة
د.أيمن محسب
رئيس التحرير
د. وجدى زين الدين
رئيس حزب الوفد
د.عبد السند يمامة
رئيس مجلس الإدارة
د.أيمن محسب
رئيس التحرير
د. وجدى زين الدين

للمرة الثانية يقوم الكاتب الكبير وحيد حامد، بنشر مهازل بشعة تحدث فى مستشفى 57357، وما تناوله الأستاذ وحيد حامد على صفحات جريدة «المصرى اليوم»، ليس بالأمر الهين أو البسيط، ولا  كلام مصاطب للدردشة وطق الحنك، إنما هو بلاغ رسمى يجب على  جهات التحقيق المختلفة ألا تتجاهله أو تغفله، لأنه يدخل فى إطار إهدار المال العام، وضياع أموال المتبرعين من هذا الصرح الطبى العملاق الذى يعالج سرطان الأطفال.

مقال وحيد حامد الموسع حدد عدة أوجه لمظاهر إهدار أموال هذا الصرح الطبى، ومظاهر البذخ الواسعة، بدلاً من إنفاقها على المرضى الذين يتسببون فى وجع قلوب المصريين بلا استثناء. ولا نجد هذا الوجع يتسلل إلى قلوب القائمين على إدارة مستشفى سرطان الأطفال، الذين يتعاملون مع أموال المستشفى بشىء يدعو إلى الريبة والشك، ويطرح وحيد حامد تساؤلا مهماً: هل هذه المؤسسة علاجية أم مالية؟!... وهل يجوز المضاربة بأموالها فى البورصة؟!، وضرب مثلاً بما فعله الوزير السابق يوسف بطرس غالى، عندما ضارب بأموال التأمينات فى البورصات وضاعت هذه الأموال، ونعود مرة أخرى للتساؤل: هل يجوز أن تتم المضاربة بأموال صرح طبى فى البورصة؟!!. ونضيف هل يحق للقائمين على أمر المستشفى، أن يتعاملوا مع الأموال بمنطق المؤسسات المالية؟!.. ألا توجد رقابة على هذا المستشفى وما هى طبيعة هذه الرقابة إن وجدت؟.

مستشفى «57357» يتلقى تبرعات من كل أنحاء الدنيا، بالعملة المصرية والعملات الأجنبية، وهناك مجلس إدارة للمستشفى، المفروض عليه أن يراقب هذه الأموال وأوجه إنفاقها، وهل تعود بالنفع على المرضى؟!!.. الكارثة الحقيقية أن المتبرعين أمام إهدار المال العام، لن يثقوا بعد ذلك فى القائمين على إدارة المستشفى، وستتأثر نسبة التبرعات، إضافة إلى ذلك ستتأثر تماماً سمعة مصر أمام هذه الأوضاع المزرية وغير الطبيعية.

ولذلك من المهم والضرورى وفى أسرع وقت، اعتبار ما  نشره وحيد حامد بمثابة بلاغ إلى النيابة العامة لإجراء التحقيق العاجل والفورى وإعلان النتائج على الرأى العام فى أسرع وقت ليس دفاعاً عن أحد، وإنما من أجل الحفاظ على سمعة البلاد.. فمصر التى تقوم حالياً بمشروع وطنى جديد قائم على الشفافية والمصارحة، لا يجب بأى حال من الأحوال أن تترك الأمور سدى دون اتخاذ كل الإجراءات الكفيلة التى تضمن أولاً: إنفاق أموال التبرعات لصالح المرضى الذين يتركون فى النفوس أثراً بالغاً، وثانياً: لتأكيد أن هذه الأموال تصرف فى مسارها الطبيعى.

ومن الأمور الأخرى التى ذكرها وحيد حامد، هى إنفاق أموال على إنتاج مسلسل تليفزيونى وصفه بأنه فاشل، وأن الصرح الطبى أنفق «28» مليون جنيه على هذا العمل، والحقيقة التى آلمتنى أننى كنت إلى وقت قرب أعلم أن جميع الفنانين، وغيرهم من الكتاب لا يتقاضون أجراً عن مشاركتهم الفعالة من أجل خدمة مرضى السرطان، لكن ما ذكره وحيد حامد قد أصابنى  بصدمة عنيفة، لأنه جاء على غير ما كنت أتوقع، فالمجتمع بكل أطيافه لابد أن يكون فاعلاً، ومشاركاً فى خدمة هذه الصروح الطبية التى تعالج هذا المرض اللعين، وليس من المنطقى أن يتم دفع مثل هذا المبلغ على مسلسل، فالأموال يستحقها المرضى، وعلى الراغبين فى إنتاج مثل هذه المسلسلات ألا يتقاضوا أجراً عليها.. أما أن تدار الأمور بهذه الفوضى العارمة فهذا مرفوض جملة وتفصيلاً، ثم ألم يئن لقلوب الذين يهدرون هذه الأموال أن تلين، كما لانت قلوب المتبرعين لهذا الصرح الطبى.. أم أنهم لا يعرفون وجع القلوب؟!.

[email protected]