رئيس حزب الوفد
د.عبد السند يمامة
رئيس مجلس الإدارة
د.أيمن محسب
رئيس التحرير
عاطف خليل
رئيس حزب الوفد
د.عبد السند يمامة
رئيس مجلس الإدارة
د.أيمن محسب
رئيس التحرير
عاطف خليل

حكاية وطن

 

انهزمنا من منتخب روسيا فى المباراة الثانية بمسابقة كأس العالم بعد الهزيمة الأولى من أوروجواى والأمل ضعيف جدًا فى الوصول لدور الستة عشر لأن وصولنا يتحدد بأقدام الفرق الثلاثة الأخرى المشاركة معنا فى نفس المجموعة الأولى؛قد نصل لو فازت السعودية على أوروجواى (أكتب هذا المقال قبل بدء المباراة) وفازت روسيا على أوروجواى وفزنا على السعودية بعدد وافر من الأهداف، غير ذلك فنحن نودع المسابقة.

فى مثل هذه الحالات أنا أحب أسمى الأشياء بأسمائها، لا توجد خسارة بشرف وخسارة بدون ،الخسارة هى الخسارة، الهزيمة هى الهزيمة، الأخطر من الهزيمة هو الاستسلام لها، أعترف بالهزيمة، وأراجع مواطن الضعف والقصور التى تسببت فى الهزيمة، وأعمل على علاجها، وأبدأ من جديد ونستمر فى الصمود لأن مصر أم الدنيا علمتنا نلغى كلمة مستحيل. لو استسلمنا للهزيمة فى حرب يونيو 67 ما كنا انتصرنا فى أكتوبر 73، ولو استسلمنا لحكم الإخوان بعد سطوهم على السلطة ما كانت ثورة 30 يونيو التى حررنا فيها البلد من حكم المرشد، ولولا لوجئنا للتحكيم الدولى ما عادت طابا إلى أحضان الوطن، تمسكنا بالأرض، وذهبنا مع إسرائيل إلى آخر العالم واستعدنا كل شبر. وفى هذا المقام أتذكر رواية ذكرها لى الدكتور مفيد شهاب الوزير السابق وأستاذ القانون الدولى وأحد أعضاء الوفد القانونى المصرى فى قضية طابا حيث قال لى: احنا حصلنا على كل أرضنا من إسرائيل بطريقة الأراضى وليس أراضٍ، لأن الأراضى هى الكل وأراضي جزء من كامل المساحة، وطالبنا بأكثر من حقنا حتى يستقر الوضع على حقنا الطبيعى وقد كان.

وجه الشبه بين السياسة والحرب والهزيمة والانتصار قريب جدًا من كرة القدم، لأن الحرب خدعة، وتخطيط واستعداد وتدريب وقائد يدير ويوزع المهام وجنود ينفذون التكليفات والكرة كذلك هناك كوتش مدرب ومساعد مدرب وكتيبة أخرى تجهز اللاعبين بدنيا ولاعبون يتدربون وينفذون تعليمات المدير الفنى.

الفرق بين انتصاراتنا فى المعارك وفى هزيمتنا فى كرة القدم العالمية هو غياب الثقة عند أعضاء منتخبنا القومى، لأنهم لم يحلموا بتحقيق إنجاز، كان المفترض أن يكون استعدادهم أبعد من دور الستة عشر أو حتى دور الثمانية أو حتى دور الأربعة، ولماذا لا نطمع فى الحصول على كأس العالم. حلم حمل الكأس لابد أن يكون هدفًا لمنتخبنا، ولكن لابد أن نحلم لتحقيق نتيجة أفضل، ويكون هدفنا ليس التعادل فى مباراة، فى الدور الأول، أو الفوز على فريق والخروج أو بالكاد بلوغ دور الستة عشر وهذا أقصى أمانينا، نعترف بالفوارق الكبيرة بين منتخبات أوروبا والمنتخبات العربية ولكن لماذا لا نطور من أنفسنا، ماذا ينقصنا، لابد أن نبدأ التفكير من الآن لماذا لا ننافس على كأس العالم، ولماذا أحلامنا فى الكرة أحلام عصافير، لماذا لا تكون أحلام وحوش حتى نواجه الأسود. لابد أن نعالج أخطاءنا ونبدأ من الآن للاستعداد لكأس العالم 2022، بالعزيمة نحقق ما نريد، ونحلم الحلم الكبير الذى يليق بمصر، ولا نحلم تحت أقدامنا.