رئيس حزب الوفد
د.عبد السند يمامة
رئيس مجلس الإدارة
د.أيمن محسب
رئيس التحرير
د. وجدى زين الدين
رئيس حزب الوفد
د.عبد السند يمامة
رئيس مجلس الإدارة
د.أيمن محسب
رئيس التحرير
د. وجدى زين الدين

لا أمل لشبابنا فى مواجهة موجة الغلاء وزيادة الأسعار فى الفترة المقبلة، سوى بالعمل الجاد والإنتاج الجيد، فدون الكد والجدية فى العمل فلا أمل فى تحسن معيشة شبابنا.

مع الأسف الشديد، لقد أصيب أغلب شبابنا -خاصة العاملين منهم بالحكومة والقطاع العام- بمرض عضال فرض عليهم فهما خاطئا، بأن العمل الحكومى هو فقط للحصول على معاش عند التقاعد. وبالتالى فإن ما يقرب من 80% : 90% من العاملين فى الحكومة والقطاع العام لا يعملون ولا ينتجون، فالعمل بالنسبة لهم ما هو إلا وسيلة للحصول على الأجر الحكومى، والمعاش عند التقاعد. هكذا اعتاد الكثير من العاملين بالدولة على أن يأخذ ولا يعطى - ومع الأسف الشديد- فلن تقوم للدولة قائمة مع عاملين بهذا الوضع.

لقد ورد فى كتاب الله سبحانه - عن قيمة العمل وفضله- قوله «وَقُلِ اعْمَلُوا فَسَيَرَى اللَّهُ عَمَلَكُمْ وَرَسُولُهُ وَالْمُؤْمِنُونَ»، كما ورد فى الأثر «أن رجلاً كان يتعبد فى المسجد ليل نهار وله أخ ينفق عليه، فرآه النبى صلى الله عليه وسلم فقال له: من ينفق عليك؟ قال: أخى. قال: أخوك أعبد منك»، ومن الأقوال المأثورة التى تحث على العمل وتقدسه مقولة إن «العمل عبادة». هكذا هى سنة الحياة تقوم على العطاء والأخذ، حتى فى مراحل الدراسة فمن لا يذاكر سيرسب، وكذلك فالعامل الذى لا يعمل يجب ألا يحصل على الأجر، فالعمل الجاد والإنتاج الجيد هما شريان الحياة، وبهما وحدهما تتقدم الشعوب.

لابد أن يعى شبابنا، أن ظاهرة الارتفاع المستمر للأسعار لن يفلح التصدى لها إلا بالعمل الجاد والإنتاج الجيد. لقد زرت العديد من دول العالم المتقدم، هناك لا يعرفون الإهمال ولا التسيب واللامبالاة والكذب، وقد تحدثت مع أحد أصدقائى المغتربين متسائلاً عن عدد القضايا التى تعرض على القاضى، فأجاب أن عدد القضايا لا يتجاوز ثلاث أو أربع قضايا، فقلت كيف يكون ذلك وعندنا القاضى ينظر مئات القضايا فى اليوم الواحد، فأجابنى إن الشعوب فى البلدان المتقدمة تعرف ما لها وما عليها، والمخطئ يعترف بخطئه، لذلك فلا توجد خلافات إلا فى حالات نادرة جداً، هكذا تتقدم تلك الشعوب بالصدق فى القول والأمانة فى العمل.

أعود فأقول، إننا مقبلون على موجة من الغلاء فى كافة الأسعار، ولابد لنا أن نواجه هذه الظاهرة بالعمل الجاد والإنتاج الجيد. لقد فاتنا الكثير والكثير، لقد أهملنا بلدنا حتى تهالكت مرافقنا، وضل شبابنا وتغير سلوك الكثير منا، بعد أن كنا من خيرة المبدعين بين شعوب العالم، وكانت مصر بحق أم الدنيا، أصبحت مصر دولة متهالكة المرافق. والآن المجهودات تبذل فى كافة المجالات لإعادة بناء مصر من جديد، ويجب علينا أن نبذل المزيد من الجهد والعرق، وأن نتحمل جميعاً تكاليف إعادة البناء الوطن.

إن الفرصة ما زالت أمامنا لإعادة بناء الوطن بالعمل الجاد والإنتاج الجيد، المهم أن يعرف كل منا دوره، وأن يصلح من شأن نفسه، ويترك الأفكار الهدامة والسلوك السيئ والكذب والنفاق والتواكل على الدولة، فمهما كانت قدرات الدولة لن تستطيع وحدها إصلاح ما تهالك فى الخمسين عاماً الماضية. لقد بدأ سيادة الرئيس مسيرة الإصلاح الاقتصادى، وعلينا نحن المصريين بذل المزيد من الجهد والعرق، فبالعمل الجاد والإنتاج الجيد تتقدم الأمم.

وتحيا مصر على الاستقامة ونضوج منظومة القيم فلا يمكن أن نتخيل الوصول لأهداف القضاء على الفقر وتوفير الأمن الغذائى وتمتع الشعب بأنماط عيش صحية وكريمة مع تعزيز النمو المطرد والشامل للجميع وأهداف أخرى دون تحسين خصائص الوصفية لهذا العنصر البشرى بصورة تجعلنا واثقين فى نجاح الاستثمار فى الطاقة البشرية، لعل ذلك يساهم فى تعزيز التزام الدولة بتوفير العمل اللائق وتحقيق مستوى أعلى من الإنتاجية الاقتصادية بعد وضوح سياسة التنويع والارتقاء بمستوى التكنولوجيا والإيمان بأهمية الابتكار لتحقيق قفزات فى القيمة المضافة للقطاعات المختلفة والقطاعات كثيفة العمالة.. عسى أن نكون من ضمن أفضل 30 دولة بحلول 2030 من خلال هذا المنهج الربانى الذى طبقته دول العالم الأول.. بسم الله الرحمن الرحيم (حتى إذا بلغ أشده وبلغ أربعين سنة قال رب أوزعنى أن أشكر نعمتك التى أنعمت علىّ وعلى والدىّ وأن أعمل صالحاً ترضاه) صدق الله العظيم... وهذه آية التنمية المستدامة فى أعظم معانيها إرادة وقوة وقيم أخلاقية ووضوح للهدف.