رئيس حزب الوفد
د.عبد السند يمامة
رئيس مجلس الإدارة
د.أيمن محسب
رئيس التحرير
عاطف خليل
رئيس حزب الوفد
د.عبد السند يمامة
رئيس مجلس الإدارة
د.أيمن محسب
رئيس التحرير
عاطف خليل

حكاوي

 

مازلت أواصل الحديث عن الفساد الذي باتت له أذرع في كل الاتجاهات ويحكم سيطرته علي مصالح كثيرة ويشكل تحدياً كبيراً للدولة المصرية.. وقلت أيضاً إن كل محاولات الإصلاح التي تقوم بها الدولة تقاوم بشدة، كما أن الطوارئ والقوانين العادية بدون تفعيل أو تطبيق لن تحقق شيئاً علي الأرض لو همدت عزيمة الحرب علي الفساد.

هذا الضعف يأتي من تصرفات كثيرة تتجاهلها الدولة ولا تباشر علي الأرض عملية التصدي لهذا الفساد وعلي سبيل المثال لا الحصر: هل قام محافظ في أي محافظة علي مستوي الجمهورية بالنزول إلي الشارع وتصدي لمظاهر الفساد؟! هل قام محافظ فور علمه بأن هناك اعتداء علي الأرض الزراعية بمنع هذه الجريمة؟!.. هل قام وزير أو محافظ بالتحري عن الذين يقومون ببناء أبراج سكنية بدون الحصول علي التراخيص اللازمة؟.. وهل قام أحد منهم بمراجعة هذه التراخيص إذا كانت صحيحة أو مضروبة أثناء عملية البناء مثلاً؟

الواقع يؤكد خلاف ذلك، فلم نر محافظاً ولا وزيراً أوقف التعدي علي الأرض الزراعية وطلب الشرطة في التو والحال، لمنع تجريف أو تصحير الأرض، ولم نجد مسئولاً واحداً قام بالمرور علي الذين يشيدون الأبراج السكنية وأوقف بناءها في التو والحال، لم يحدث هذا علي الإطلاق.. بل الأخطر اننا نجد هؤلاء المسئولين يتركون كل المخالفين والمتجاوزين بارتكاب الجرائم، ثم يعلنون أن هناك تعدياً علي الأرض أو البناء المخالف!

هذا هو الفساد بعينه الذي يعاني منه المجتمع ويتسبب في سقوط ضحايا كثيرين له، ويتم تصدير مشاكل وأزمات للدولة، ويقف الفاسدون يتفرجون علي الدولة في مواجهة هذه الظواهر السلبية والسيئة، والنتيجة يزداد الفساد ويقوي ويشتد علي الحكومة.. ونقيس علي ذلك في كل المصالح والهيئات، فكل وزير يترك الظواهر السلبية تستفحل ولا يكلف خاطره بالتصدي لها أو مكافحتها، ويكتفي فقط بالجلوس في المكاتب المكيفة، ويقلده كل من تحت رئاسته من وكلاء الوزراء والمدراء وخلافهم، والنتيجة في نهاية المطاف أن الجميع يستأسد علي المواطن الضحية لكل هذا الفساد، فعجز الدولة يعد سيفاً علي رقاب المواطنين، واستفحال الفساد يعد طلقة في صدر المواطن.

في ظل بناء الدولة الحديثة لابد من إعلان الحرب الضروس علي الفساد الذي لا يقل أهمية عن الإرهاب، وكما قلت من قبل فإن ضحايا الفساد يعادلون ضحايا الإرهاب إن لم يكن أكثر إذا أردنا فعلاً تأسيس الدولة الحديثة لابد من اقتلاع جذور الفساد وفي أسرع وقت، وليس أمامنا سوي أن نقول للحكومة الجديدة شدي حيلك في الحرب علي الفساد.