رئيس حزب الوفد
د.عبد السند يمامة
رئيس مجلس الإدارة
د.أيمن محسب
رئيس التحرير
عاطف خليل
رئيس حزب الوفد
د.عبد السند يمامة
رئيس مجلس الإدارة
د.أيمن محسب
رئيس التحرير
عاطف خليل

حكاية وطن

زيادة أسعار المحروقات كانت متوقعة ولم تتقرر فجأة، بسبب ارتفاع أسعار البترول عالميًا، واعلان الأسعار الجديدة ثانى أيام العيد ليس للعكننة على المواطنين وربما كان الهدف منها استغلال قلة الزحام فى الشوارع والمواصلات وصدرت التعريفة الجديدة بعد سفر المواطنين لقضاء أيام العيد مع أسرهم. جميع المواطنين تقبلوا الأسعار الجديدة للمواصلات، وهى زيادة ليست كبيرة ولم تتعد نصف جنيه إلى الجنيه فى معظم المواصلات داخل القاهرة والجيزة بالنسبة للسرفيس لم يحدث ما يعكر الأمن، السائقون تقبلوا التعريفة، والركاب أيضًا وحدثت بعض المناوشات الخفيفة التى احتواها الأمن.

ثقة المواطنين فى الرئيس السيسى وراء تحملهم أعباء الإصلاح الاقتصادى، لأنهم يعلمون أنه لن يتخذ قرارًا صعبًا إلا إذا كان يعالج من ورائه أزمة أصعب، كان فى امكان الرئيس أن يقضى فترتى حكمه البالغتين ثمانى سنوات دون أن يقترب من الدعم ليظل فى نظر المواطنين الرئيس الذى لم يرفع أسعار السلع، ويراعى ظروف الناس، ولكنه رفض هذه الشعبية الكاذبة التى فى ظاهرها الرضا وفى باطنها ديون تتراكم على الأجيال القادمة، لأن البديل عن تحريك الأسعار هو زيادة الديون واعبائها وزيادة حجم الاقتراض من الخارج وكما جاء في الحديث الشريف: “إن الديْن هم بالليل ومذلة بالنهار”، والمدين دائمًا فى الصف الأدنى لا يتقدم الصفوف مثل اليد السفلى التى تكون اليد العليا خيرًا منها. الرئيس فضل السير فى الطريق الصعب ومقابل ذلك حدث الارتفاع فى أسعار تذكرة المترو والكهرباء والمياه والبنزين والغاز والسولار والبوتاجاز، وهى تمس جيوب المواطنين البسطاء بالفعل، ولكن قبل أن يتخذ الرئيس هذه القرارات أو بالأحرى اتخذتها الحكومة فإن الشبكة الاجتماعية كانت قد غطت جانبًا كبيرًا من هذه الزيادة التى سبقها تحريك فى مرتبات الموظفين، وزيادة العلاوات الاجتماعية والخاصة وزيادة المعاشات، وهناك مشروعات تتبناها وزارة التضامن الاجتماعى مثل تكافل وكرامة وصندوق تحيا مصر الذى تبنى سداد ديون الغارمين والغارمات حتى تمحو مصر هذه الوصمة إلى الأبد التى كانت تلقى بأبسط الناس خلف الأسوار مقابل عدة آلاف من الجنيهات لم يستطيعوا سدادها، كما قامت الدولة بتطوير بطاقة التموين الذكية التى بموجبها تحصل حوالى 70 مليون أسرة على الزيت والسكر والخبز مجانًا وحسنًا فعل وزير التموين عندما قرر عدم رفع سعر رغيف الخبز على خمسة قروش وهو السعر الحالى، وتحمل الوزارة فرق أسعار المازوت عن أفران الخبز.

الشفافية فى اتخاذ القرارات وراء نجاح تنفيذها دون مشاكل فلم تحدث الأزمات، ولم يستجب المواطنون لتحريض جماعات السوء على القيام باحتجاجات، وأدار المهندس مصطفى مدبولى رئيس الوزراء غرفة عمليات ناجحة ساهمت فى استقرار الأوضاع، ولم يحدث ما يعكر الأمن العام.

كما قام المحافظون بدورهم فى إدارة مواقف السيارات دون حدوث مشاكل، يبقى أن نطالب وزير المالية الدكتور محمد معيط بأن يأمر بتوفير الفكة وهى من فئة الخمسين قرشًا والجنيه لتمكين الركاب من الحصول على الباقى من سائقى السرفيس.

بدلاً من عبارة يبقالك كما نرجو أن تبحث الحكومة عن طريقة جديدة لجبر خاطر المواطنين لتخفيف آثار الإصلاح ومواجهة انحراف الدعم بعد أن رفع تحريك سعر الوقود أسعار جميع السلع.