رئيس حزب الوفد
د.عبد السند يمامة
رئيس مجلس الإدارة
د.أيمن محسب
رئيس التحرير
د. وجدى زين الدين
رئيس حزب الوفد
د.عبد السند يمامة
رئيس مجلس الإدارة
د.أيمن محسب
رئيس التحرير
د. وجدى زين الدين

أوراق مسافرة

استرها معانا يا رب «يقولها اللص فى أفلامنا العربية هو يعد عدته لارتكاب جريمة جديدة من السرقة أو النصب أو حتى القتل»، جملة كانت تصدمنى وغيرى فى هذه الأفلام، ومع تكرارها، أيقنت أنه حتى اللصوص يطلبون من الله سترهم وألا يفضح جرائمهم فيهربون بغنيمتهم، ومن ثم يفلتون من العقاب، وأعتقد أن هذه الجملة رددها بإصرار كل لصوص الشعب والفسدة والمفسدين من مرتشين ومستغلى النفوذ على مدى العقود الماضية، فسترهم الله.. أقصد أمهلهم ولم «يهملهم» أمهلهم عسى أن يتوبوا ويفيقوا وتتيقظ ضمائرهم فيعودوا للصواب، ويكتفوا بما سرقوا ونهبوا ويتوقفوا عن مواصلة جرائمهم فى حق الوطن والشعب والمال العام، ولكن يبدو أن أغلب هؤلاء ارتكنوا إلى «ستر الله»، وإلى تواطؤ المتواطئين، وصمت الجبناء، فازدادوا توحشاً، وعاثوا فى البلاد الفساد، منهم من أثرى ولم يشبع أبداً، وكلما ازداد رصيده فى البنوك من الحرام، سعى للمزيد، ومنهم من افتضح أمره، وطوقته الرقابة الإدارية أو أى من أجهزتنا المحترمة المعنية بكشف الفساد، فكان الفضح الإلهى والمجتمعى.. وكان العقاب.

وللفاسدين دوماً حجتهم، هى الخوف من الفقر، وتأمين مطالب أولادهم واحتياجاتهم فى الحياة، متجاهلين تعاليم كل الأديان السماوية وما ورد فى آيات القرآن الكريم بأن لكل رزقه و«رزقكم فى السماء وما توعدون»، وأن رزق أحد لن يذهب لغيره، ولو صبر المخلوق على رزقه القليل مع سعيه للعمل الشريف، لكفاه الله شر الحاجة من خلال شفرة «البركة»، والبركة فى القليل تعنى أن يكفيك بما تكسبه من حلال، فلا يفتح أمامك أبواباً لنفقات لا تحتملها، وبركة الحلال هذه لا يؤمن بها الفسدة واللصوص أبداً، لذا مهما كسبوا من حرام، لا يشعرون بالشبع أو القناعة ولا السعادة.

وللأسف.. كلما زادت تكلفة الحياة فى بلدنا الحبيب غلاءً وارتفعت الأسعار، ازداد «سعار» الفسدة والمفسدين من اللصوص والمرتشين ومستغلى النفوذ، غلاء الأسعار فى كل اتجاه يراه الفسدة «كارت أخضر» لمزيد من التوحش ونهب وسلب جيوب المواطنين «البسطاء.. الغلابة» مقابل أداء ما يحتاجونه من خدمات فى كافة القطاعات والمؤسسات الحكومية، «الغلاء» يستخدمه الفسدة لتبرير المزيد من جرائمهم فى حق الشعب والمال العام والوطن، الغلاء يستخدمه أباطرة الاقتصاد السرى، ومافيا التهرب الضريبى، ولصوص الأراضى، ولصوص الكهرباء والمياه «من الخطوط العامة بلا عدادات»، الغلاء –وأدعو الله ألا يحدث– سيجذب المزيد من أبناء الشعب الى طبقة الفسدة والمرتشين، وسيردد هؤلاء اللصوص الجدد الذين كانوا قبل أيام شرفاء، سيرددون «استرها معانا يا رب».

خوفى يزداد من اتساع رقعة الفساد مع الغلاء الجديد، والله يكون فى عون الرقابة الإدارية وكافة أجهزة مكافحة الفساد، لأن الشيطان يوسوس لى والعياذ بالله بأن كثيراً من الشرفاء سيرددون «استرها معانا يا رب» ولكن ترى دعاءهم سيكون فى أى اتجاه، اتجاه الصبر على البلاء،.. أم دعاء انضمامهم إلى صفوف الفسدة والمرتشين.... استرها معانا يا رب... يا رب.

[email protected]