عاجل
رئيس حزب الوفد
د.عبد السند يمامة
رئيس مجلس الإدارة
د.أيمن محسب
رئيس التحرير
د. وجدى زين الدين
رئيس حزب الوفد
د.عبد السند يمامة
رئيس مجلس الإدارة
د.أيمن محسب
رئيس التحرير
د. وجدى زين الدين

رؤى

أطرف فتوى سمعتها منذ سنوات كانت أقرب للنكتة، أحد الدعاة السعوديين رحمة الله عليه اقترح هدم المسجد الحرام فى مكة بشكل كامل، لماذا؟، لحل مشكلة الاختلاط بين الجنسين فى الطواف والسعي، لأن هذا الاختلاط فى رأيه حرام، وحسب اصطلاحه ومنطوقه: «الاختلاط المحرم»، الداعية السعودى اقترح أن يبنى المسجد فى عشرين أو ثلاثين طابقًا، ويراعى فى الطوابق عدم الاختلاط بين الرجال والنساء فى الطواف.

هذا الاقتراح قد يكون ملائما إذا كان الرجل يطالب بالتوسعة، وإفساح المكان لاستيعاب أعداد أكثر من الحجاج، لكن الرجل قد اقترح هدم المسجد وبناءه والتوسعة فيه بهدف منع الاختلاط بين الحجاج الرجال والنساء، ما هى الآثار التى استند عليها فى فتواه؟، الله أعلم.

 تاريخيا كان عمر بن الخطاب رضى الله عنه أول من فكر فى إعادة شكل المسجد الحرام، فى أيامه اكتظ المكان بالحجاج، ولم تعد المساحة تستوعب الحجيج فى الطواف، فاشترى البيوت المجاورة للمسجد ووسع الساحة أمام الطائفين، ولم تصلنا أية أخبار عن الفاروق عمر بأنه كان مستاءً من اختلاط الحجاج، أو أنه منع السيدات من الطواف أثناء طواف الرجال، ولم تصلنا عبر كتب الأخبار أن أحد الصحابة أو الخلفاء قد منعوا الاختلاط فى الطواف، كما لم تصلنا أية روايات كانت ضعيفة أو قوية أو مدسوسة أن أحدهم منع الاختلاط أثناء أداء مناسك الحج أو العمرة.

 الغريب فى الفتوى أن صاحبها وصف الاختلاط بالمحرم، وهو ما يعنى أنه وضع أصلا يقاس عليه، وهو تحريم الاختلاط بشكل عام، وهذا التحريم إذا أخذنا به سوف نفصل تماما بين الرجال والنساء فى الشوارع والمتاجر والمصالح والمستشفيات وغيرها، ليس هذا فقط بل حسب هذا المبدأ تفسد جميع المناسك، الحج والعمرة، الحالية والسابقة، ولا يعتد بها، لأنها لم تفصل بين الرجال والنساء ووقعت فى التحريم.

الداعية السعودى عندما اكتشف أن فتواه هذه قوبلت بانتقادات ساخرة وعنيفة حتى بين رجال الدين السعوديين، أنكر ما جاء على لسانه، وأكد أحد المقربين منه أنه كان يقصد توسعة المكان لتخفيف الزحام والعمل على راحة الحجاج، هذا الداعية نفسه رحمة الله عليه سبق وقد أفتى بتكفير تطوير التعليم فى السعودية، كما هاجم بشدة الجامعة المختلطة التى افتتحها خادم الحرمين.

[email protected]