رئيس حزب الوفد
د.عبد السند يمامة
رئيس مجلس الإدارة
د.أيمن محسب
رئيس التحرير
د. وجدى زين الدين
رئيس حزب الوفد
د.عبد السند يمامة
رئيس مجلس الإدارة
د.أيمن محسب
رئيس التحرير
د. وجدى زين الدين

مراجعات

مفارقة غريبة يمكن وصفها بالمؤامرة المفضوحة، حدثت قبل أيام، خلال تصويت دول عربية «شقيقة» ضد المغرب فى محاولته استضافة مونديال 2026.

ما حدث اعتبره الكثيرون بمثابة خيانة عظمى وطعنة بالظهر، من الموقف العربى المتخاذل لدعم الملف المغربى، خصوصًا أن هذه المواقف لم تكتفِ بالتصويت للملف الأمريكى، بل إنها قادت حملة ممنهجة ضد التصويت لدعم المغرب!

عندما نعود بالذاكرة إلى الوراء، وتحديدًا قبل شهرين فى القمة العربية الأخيرة بالظهران، اتفق جميع القادة والزعماء العرب على دعم الملف المغربى لاستضافة كأس العالم 2026، رغم شراسة المنافسة!

إننا نتساءل: هل ما حدث قبل أيام، قبيل انطلاق مونديال روسيا 2018، يعد عقابًا للمغرب بسبب مواقف سياسية بعينها، أم أنها إملاءات ورغبة فى تركيعها، أو التمادى فى الانبطاح  اللامحدود لرغبات «السيد» الأمريكى؟

المؤسف أن هناك دولًا أوروبية وغيرها، ممن تربطها تحالفات استراتيجية ومصالح مشتركة مع الولايات المتحدة، حافظت على استقلالية قرارها، بل إنها لم تخضع، أو تهتم لتهديدات ترامب ووعيده!

إذن، النتيجة كما كان مقررًا ومتوقعًا ومخططًا له.. خسر المغرب رهان تنظيم مونديال 2026 لصالح ملف الثلاثى «أمريكا والمكسيك وكندا» بـ134 مقابل 65 صوتًا.

كنا نأمل أن نرى مونديالًا عربيًا ثانيًا بعد الدوحة، خلال العقد المقبل، ولكن تبخرت الأمانى بسبب خذلان بعض «العرب» عن دعم المغرب، خوفًا من ترامب الذى هدد وتوعد بقطع المساعدات على كل من لا يصوّت لملف بلاده!

تلك إذن سابقة تاريخية، أن يقوم فيها رئيس دولة بالتدخل بشكل سافر ومفضوح فى قلب الموازين، ليسهم فى فشل المغرب للمرة الخامسة فى الحصول على شرف تنظيم المونديال.

ولعل التصويت السرى الإلكترونى لم يجدِ نفعًا، لأن الفيفا وأمريكا كانتا ستعرفان بالقطع من صوَّت لمن؟، وبالتالى سيفتضح أمر هؤلاء الداعمين، ما أسفر عن الخضوع لابتزاز ترامب، بقيام بعض الدول «العربية» بتغليب مصالحها الضيقة على مشاعرها وانتماءاتها!

السؤال المطروح الآن بعد هذه الفضيحة: هل سيعاود المغرب الإعلان عن رغبته فى احتضان مونديال 2030 بعدما حطم الرقم القياسى فى الترشح، أم أنه ضيَّع آخر فرصة له، خصوصًا بعد إعلان ترشح الأرجنتين وباراجواى وأوروجواى، وهو الموعد الذى سيصادف الذكرى المئوية لأول مونديال احتضنته أوروجواى سنة 1930؟

وهل بقيت للمغاربة حظوظ تسمح لهم بمواجهة ملف ثلاثى أمريكا الجنوبية هذه المرة، وربما ملف الصين عن آسيا، وإنجلترا عن أوروبا، أو أستراليا التى قد تترشح بدورها وتخلط كل الأوراق باعتبارها القارة الوحيدة التى لم تنظم المونديال من قبل؟

ربما يكون ذلك استباقًا للأحداث، لكن ما يشغل الكثيرين الآن، هو هذا الضعف والتخاذل والانبطاح والركوع للإملاءات الأمريكية، التى لا يستطيع معها بعض القادة العرب إلا «السمع والطاعة»!

رغم أن ما حدث يبقى أمرًا صادمًا ومخزيًا، بتصويت سبع دول عربية ضد المغرب، إلا أنه من الإنصاف أن نشيد بموقف بعض الدول التى صوَّتت لدعم الملف المغربى، وعلى رأسها مصر، التى رفضت الإرهاب والابتزاز الأمريكى.

هذه الدول الثلاثة عشر، المؤيدة والداعمة لملف المغرب، تزعمتها مصر «الكبيرة»، والجزائر التى ترفعت عن خلافاتها مع المغرب، إلى جانب بعض الدول الشقيقة التى لم تساوم أو تخضع للابتزاز، وانحازت للعروبة والمبادئ.

[email protected]