رئيس حزب الوفد
د.عبد السند يمامة
رئيس مجلس الإدارة
د.أيمن محسب
رئيس التحرير
د. وجدى زين الدين
رئيس حزب الوفد
د.عبد السند يمامة
رئيس مجلس الإدارة
د.أيمن محسب
رئيس التحرير
د. وجدى زين الدين

على فين؟

 

من أكثر أهمية فى ضبط إيقاع الشارع المصرى، أو الشارع السياسى؟.. الوزير أم المحافظ؟.. إذا قلت إن الوزير هو الذى يتخذ القرارات السياسية، فإن المحافظ هو الذى يتعامل مع نتائجها على الأرض.. فمثلاً القرارات الأخيرة برفع أسعار الوقود، وضعت الضغوط على المحافظين، فضلاً عن أجهزة الأمن.. ولذلك كانت اتصالات رئيس الوزراء بهم على مدار الساعة!

وفجأة انتقل الدكتور مصطفى مدبولى إلى غرفة العمليات، وأجرى اتصالات أكثر من مرة بجميع المحافظين عبر شبكة «الفيديو كونفرانس».. يريد رئيس الوزراء أن يطمئن أن الخدمة متاحة للجمهور بأسعار محددة.. أجهزة الأمن أيضاً تحركت لإقرار تعريفة السفر والركوب.. وهنا تأتى أهمية منصب المحافظ، وأتوقع أن تأتى حركة المحافظين من واقع «اختبار البنزين»!

و«اختبار البنزين» اختبار للحكومة كلها.. من أول رئيس الوزراء حتى آخر موظف فى المحليات.. طبعاً مروراً بالمحافظين ومديرى الأمن.. فالقضية ليست قضية وزارة فقط.. القضية قضية النظام السياسى.. وأعتقد أن رئيس الوزراء لم يتصل بالمحافظين من أجل المواقف فقط.. وإنما ايضاً من أجل المخابز وتوفير رغيف جيد، وفى العيد لا يخضع أى شيء للقانون!

وقد تحدثت «مانشيتات الصحف» أمس عن رفع الدعم.. لكنها قالت إن الدعم مازال مستمراً.. الطريف ان البعض تحدث عن تعديل لا تحريك.. والبعض الآخر تحدث عن رفع لا تحريك.. ولا مانع أن نسمى الأشياء بمسمياتها.. ولا مانع ان نصارح الشعب بالحقيقة، فعندنا مشكلة حقيقية.. وعندنا ضغوط داخلية وخارجية.. فما المانع أن يكون «الخطاب السياسى» صريحاً؟!

وبالتأكيد الدولة لا تلعب مع الناس.. ولا تريد أن «تقرف» الشعب.. لكنها ينبغى أن تقدم حزمة إجراءات أخرى تواكب القرارات.. أولاً: شبكة حماية اجتماعية للبسطاء والفقراء.. ثانياً: ترميم الطبقة المتوسطة فى مواجهة خطر التجريف.. ثالثاً: إعادة تشغيل المصانع المتعثرة، وخلق فرص عمل جديدة.. رابعاً زيادة الانتاج بكل السبل.. وأخيراً تقليل الاستيراد وزيادة التصدير!

وأعتقد أن إجازة العيد كانت فرصة لتهيئة المناخ العام لعودة الموظفين وحركة العمل.. إن نجحت الحكومة فى إقرار تعريفة مُرضية سنعبر الأزمة بإذن الله.. وأتمنى أن نعبرها كما عبرنا زيادات العام الماضى.. لأن مصر لا تحتمل أى شيء يعكر صفوها.. ليس لأنها ضعيفة  إطلاقاً.. ولكن لأننا سنخسر جميعاً بمعدلات أكثر.. فقط نريد تغيير «ثقافتنا» من استهلاكية إلى إنتاجية!

وختاماً، فقد فاجأنا التغيير الوزارى.. والمثير أنه تضمن وزارات سيادية، وأيضاً وزارات لم تكن فى حسابات من توقعوا التغيير.. فهل حركة المحافظين ستحمل إلينا مفاجآت أيضاً؟.. هل سيكون «اختبار البنزين» عاملاً أساسياً فى «الاختيار»؟..  هل تتشكل الحركة القادمة من واقع «غرفة العمليات» الآن؟!