عاجل
رئيس حزب الوفد
د.عبد السند يمامة
رئيس مجلس الإدارة
د.أيمن محسب
رئيس التحرير
د. وجدى زين الدين
رئيس حزب الوفد
د.عبد السند يمامة
رئيس مجلس الإدارة
د.أيمن محسب
رئيس التحرير
د. وجدى زين الدين

أستاذنا الكبير الدكتور فؤاد عبد المنعم رياض نشر مقالا بجريدة الأهرام يوم الثلاثاء الماضي بعنوان «الفيتو الأمريكي و الإبادة الجماعية» قال فيه : تقدمت دولة الكويت في الثلاثين من شهر مايو السابق بوصفها العضو غير الدائم بمجلس الأمن بمشروع قرار يدعو المجلس إلى النظر في الإجراءات التي تضمن سلامة الفلسطينيين وحمايتهم في الأراضي المحتلة بما في ذلك قطاع غزة ، ورغم موافقة الأغلبية العظمى من أعضاء المجلس على هذا القرار ، فإن الولايات المتحدة حالت دون صدوره بفضل ما تملكه من حق الفيتو، و هو الحق الذي لم تكف الولايات المتحدة عن استعماله للحيلولة دون إصدار مجلس الأمن أي قرار عادل بشأن القضية الفلسطينية.

و الذي يقوله أستاذنا الكبير والقاضي الدولي المعروف قلناه في مقال لنا بجريدة الشعب في ٩ مايو ١٩٨١ أشرنا خلاله إلى أن الولايات المتحدة تقدم مطلق الانحياز الكامل لإسرائيل حتى لو ارتكبت جرائم الإبادة الجماعية للفلسطينيين ، إذ إن الاستراتيجية الأمريكية الإسرائيلية استراتيجية مشتركة تتحد في الأغراض والأهداف ويمكن تشبيهها بالعملة السياسية المشتركة حيث توجد على أحد وجهيها صورة أمريكا الإسرائيلية و على الوجه الآخر صورة إسرائيل الأمريكية وهي عملة سياسية يتم التعامل بها منذ نشأة إسرائيل في مايو ١٩٤٨ حتى اليوم.

فقد وقفت أمريكا بالمرصاد لكل من ينادي بإدانة إسرائيل على عدوانها الوحشي على غزة لمدة ثلاثة أسابيع ابتداء من ٢٨ ديسمبر ٢٠٠٨ و كان ينطبق عليها وصف جرائم الحرب والجرائم ضد الإنسانية بل و جرائم الإبادة  genocide ، و قد دعونا بشأنها إلى اجتماعات في كلية الحقوق ونادي أعضاء هيئة التدريس للاحتجاج على وحشية الجرائم الإسرائيلية وأرسلنا بشأنها بلاغًا للمدعي العام للمحكمة الجنائية الدولية في لاهاي بتاريخ ٧ يناير ٢٠٠٩ مرفقًا به صور ضحايا الجرائم الإسرائيلية و طلبنا منه تسجيل تلك الوقائع وفقا للنظام الأساسي للمحكمة ودعونا طلابنا بل وأعضاء هيئة التدريس أن يرسلوا بلاغات مماثلة لتسجيل وقائع الجرائم البشعة الإسرائيلية التي تصل لحد الإبادة الجماعية للشعب الفلسطيني ثم أرسلنا لمجلس الأمم المتحدة بحقوق الإنسان في جنيف بسويسرا لتشكيل لجنة تقصي حقائق تذهب الى غزة لتسجيل ما حدث على ارض الواقع.

وقد استجاب المجلس وشكل فعلا لجنة عظيمة برئاسة القاضي جولد ستون و الذي أدانته اسرائيل بالجرائم المنسوبة إليها واعتمده مجلس حقوق الانسان في ١٦ أكتوبر ٢٠٠٩ بأغلبية ٥٢ ضد ٦ كما اعتمدته الجمعية العامة للأمم المتحدة بأغلبية ١١٤ ضد ١٨  وكان رئيس الجمعية العامة المندوب الليبي السيد التريكي الذي اتصلنا به وطالبناه بتحويل التقرير إلى مجلس الأمن وانتظاره لحسم موقفه فإذا كان بالرفض بسبب الفيتو الأمريكي فليطلب إعادة التقرير للجمعية العامة لاتخاذ ما تراه من قرار عادل طبقا لقرار الاتحاد من أجل السلم . و لكن أمريكا كانت شعلة من نار ضد تقرير إدانة إسرائيل وضد مجلس حقوق الإنسان والجمعية العامة مثلما قلناه من ٣٧ سنة عن أمريكا الإسرائيلية، وإسرائيل الأمريكية وجهان لعملة واحدة والعياذ بالله.