قلم رصاص
إذا كنت من أهالى القاهرة والجيزة والقليوبية وما يطلق عليها «القاهرة الكبرى»، و حتى أفخر الأماكن بها مثل التجمع أو الزمالك أو المهندسين، وبنها، ستجد أنك تعيش وسط عشوائيات خلفتها روائح فساد مازال يعشش في جنبات تلك المحافظات، مخالفات بناء في كل موقع، شوارع محطمة، وإهدار مال عام يعمي الأبصار في عمليات رصف وحفر وما أدراك ما الرصف!!إذا كنت فعلاً من تلك المحافظات فسترى مواقف عشوائية للسرفيس، والتكاتك في كل شارع، سترى سيارات من القرون الوسطى تجوب الشوارع على عينك يا تاجر ،سترى أن منظومة الإدارة متهالكة، وسيكون الرد دائماً «ليس في الإمكان أبدع مما كان»!!
إن ما يحدث في أجهزة ودواوين الحكم المحلى بالقاهرة الكبرى تجده متشابهاً تماماً مع المحافظات الأخرى، «أعمال البناء المخالفة»، «الاعتداء على الرقعة الزراعية»، «المواقف العشوائية»، «التكاتك»، وطرق الموت غير الممهدة أو المخططة كطريق حوش عيسى دمنهور الذي تحدثت عنه في المقال السابق، الكل متشابه، فالبحيرة تشبه الدقهلية، والغربية تشبه المنوفية، وحتى الإسكندرية العاصمة الثانية لم تسلم من تلك العشوائية فمحافظة الكورنيش تغرق في وحل من العشوائية، وصراصير الأسفلت المسماة بالتكاتك في معظم شوارعها، ورغم جهود المحافظ الشاب إلا أن تراكم سنوات لن يتم تداركه في عام أو عامين!!
فى الحقيقة استبشرت خيراً باختيار اللواء محمود شعراوى وزيراً للتنمية المحلية، وحديثه عن وضع جهاز الرقابة والتفتيش حيز التنفيذ أثلج صدرى، وأتمنى اختيار محافظين شباب، وتغيير نمط المحافظ الذي يتعدى السبعين، إلا فيما يتعلق بالمحافظات الحدودية والاستراتيجية التى تتطلب خبرة أمنية، حفاظاً على الأمن القومي، فالرئيس عبدالفتاح السيسي وضع مصر الجديدة على الطريق، ولا حياد عنه، ولو فكر كل محافظ قليلا في طريقة إنشاء الرئيس لشبكة الطرق القومية بإشراف الهيئة الهندسية للقوات المسلحة، ما تركوا أعمال الرصف الداخلية لمديريات الطرق ومقاولي الباطن دون حسيب أو رقيب!!
أخيراً.. إذا كانت الطرق الداخلية بالمحافظات بهذا السوء، وإذا كانت المواقف، والأسواق العشوائية تنتشر بهذه الصورة، ومخالفات البناء ما زالت مستمرة، والاعتداء على الرقعة الزراعية يتم كل ساعة، و تلال القمامة لا تجد من يرفعها بالأيام، أجيبوني يا سادة..ما هى وظيفة المحافظ؟!!.