رئيس حزب الوفد
د.عبد السند يمامة
رئيس مجلس الإدارة
د.أيمن محسب
رئيس التحرير
عاطف خليل
رئيس حزب الوفد
د.عبد السند يمامة
رئيس مجلس الإدارة
د.أيمن محسب
رئيس التحرير
عاطف خليل

حكاية وطن

الذى لفت نظرى فى تشكيل الحكومة الجديدة كما لفت نظر غالبية الشعب المصرى هو المبدأ الذى أرساه الرئيس السيسى فى تسلم وتسليم السلطة، أى انتقال المنصب من الوزير السابق إلى الوزير الجديد، هذا المبدأ لم يعتد عليه المصريون فى السابق، حيث كنا نشاهد الوزراء الخارجين من التشكيل يجمعون أوراقهم وملفاتهم، ويتركون مكاتبهم قبل الإعلان عن استمرارهم أو خروجهم ولا يكلم الوزير السابق زميله اللاحق ويأخذ كلمة سر الوزارة معه، ويترك زميله فى حيص بيص مع الملفات الشائكة فى الوزارة، وغالباً كان الوزراء الخارجون يقاطعون زملاءهم الداخلين للوزارة، وزيرة من العهد الماضى استمرت فى المنصب أكثر من 20 عاماً، وعندما خرجت قاطعت زميلتها التى جاءت مكانها، ليس مبدأ تسليم وتسلم المنصب فقط هو الذى شدنى فى التعديل الوزارى ولكن طريقة السيسى التى أعادت لمنصب الوزير هيبته فقد كان بعض الوزراء فى السابق يفاجأون بقرار إقالتهم وهم فى المطار سواء مغادرين أو عائدين، وكان هناك نظام معروف بحرق الوزارة، أى تحميل الحكومة السابقة كل المشاكل حتى تخرج والشعب كاره لها، كما كان بعض الوزراء يضربون الزنب فى بعضهم عند القيادة السياسية، وكان الوزير الذى يطلبه الرئيس فى السابق سواء عن طريق محادثته فى التليفون أو دعوته للرئاسة يأخذ جميع أدوية السكر والضغط معه ويراجع طبيبه لأنه سيحصل على دش ماء مجمد، السيسى حول الحكومة إلى أسرة تعمل بروح الفريق الواحد، رأيناه يخاطب المهندس شريف إسماعيل رئيس الوزراء السابق بمعالى دولة رئيس الوزراء، ويخاطب الوزراء بألقابهم العلمية، ويطمئن الوزراء ويعاونهم على أداء مهامهم الصعبة.

المشهد الذى تابعه المصريون للاجتماع الرباعى الذى جمع الرئيس السيسى مع وزيرى الدفاع والداخلية السابقين مع الوزيرين الجديدين لتسليم وتسلم السلطة يرسخ تقاليد الأمة المتحضرة، ويعكس مؤسسية الدولة، ورسالة بأن الجميع شركاء فى بناء الوطن، وإيماناً بأن الوزارة تكليف وليس تشريفاً يشعر من خلاله الوزراء السابقون بأنهم أدوا دورهم وسلموا الرسالة لمن بعدهم، هذا التقليد تربت عليه القوات المسلحة ونقله السيسى إلى الوزراء المدنيين لبث روح المسئولية الوطنية فى قلب كل مصرى حسب موقعه، وهو أسلوب حضاري، وآلية جديدة للتعامل مع الأحداث.

الحكومة الجديدة لم تأت لمسح شغل الحكومة السابقة، كما كنا نرى قبل ذلك، سمعنا المهندس مصطفى مدبولى رئيس الوزراء يقول: انه سيكمل شغل الحكومة السابقة ويقول: شرف لى أن كنت عضواً فى حكومة اسماعيل فهو رجل عظيم بمعنى الكلمة.

الفريق محمد زكى القائد العام للقوات المسلحة وزير الدفاع والانتاج الحربى الجديد يؤكد وفاء رجال القوات المسلحة للمهام والمسئوليات التى يحملون أمانتها بكل الصدق والإخلاص، مؤكدين ولاءهم المطلق لمصر وشعبها نفس الكلام قاله قبل ذلك الفريق أول صدقى صبحى القائد العام وزير الدفاع والانتاج الحربى السابق.

خروج الوزير من التشكيل ليس معناه انه فشل ولكنه أدى دوره وتحتاج المرحلة القادمة دماء جديدة لاستكمال البناء، وليس معنى استمرار وزير أنه مسنود، وليس معنى دخول وزير جديد انها كوسة، كل شيء معمول حسابه لأن على رأس السلطة رئيساً اسمه السيسى لا يعرف الخيار ولا الفاقوس يعرف احتياجات مصر فقط، ويعرف أن المسئول المناسب فى المكان المناسب وفى الوقت المناسب.