رئيس حزب الوفد
د.عبد السند يمامة
رئيس مجلس الإدارة
د.أيمن محسب
رئيس التحرير
د. وجدى زين الدين
رئيس حزب الوفد
د.عبد السند يمامة
رئيس مجلس الإدارة
د.أيمن محسب
رئيس التحرير
د. وجدى زين الدين

رؤى

للأسف سنوات طويلة ضاعت على الصحفيين مع مجالس نفعية وشللية، واليوم مهنة الصحافة تمر بمنعطف فى غاية الخطورة، قد يعصف بالمهنة وببيوت الصحفيين، الأزمة الاقتصادية التى تشهدها البلاد تركت آثارا بالغة على مهنة الصحافة، وعلى مرتبات الصحفيين وعلى أسرهم، وعلى من يتقاعدون منهم، بعد ان يخدم الصحفى وطنه عندما يتقاعد يفاجأ بأنه أضاع عمره وشبابه دون أن يجد من يرعاه فى شيخوخته، بعد ان كان يقدم للوزير والخفير والمحتاج والمأزوم والمظلوم والضال والمشوش ما يقدر عليه، بعد أن عاش سنوات عمره يكتب وينتقد ويطالب ويقترح من أجل وطنه وأهله، يعجز فى شيخوخته عن الإنفاق على نفسه وأولاده، بعد كل هذا العمر وما قدمه لا يجد حتى نقابة تقف بجانبه وتسعى إلى توفير الحد الأدنى من حياة كريمة أثناء شبابه فى العمل، وبعد تقاعده فى شيخوخته، حتى القوانين التى تضمن له حرية العمل الوطنى الشريف تتقاعس فيها النقابة عن التواجد، وإن شاركت جاء بعض ما تقترحه أقرب إلى أفكار وهواجس أجهزة الحكومة.

نقابة الصحفيين كما سبق وقلنا أكثر من مرة إنها النقابة الوحيدة التى لم تقدم خدمات حقيقية لأعضائها وذلك لأمرين:

 الأول: خلط الصحفى بين عمله فى الخدمة العامة وعمله بالصحافة، أو أنه يؤدى العمل العام بالأنا المتضخمة للصحفى الكاتب المفكر المبدع الفنان.

 الأمر الثاني: إن بعض الذين يتقدمون لعضوية مجلس النقابة غير متحققين فى مؤسساتهم، ويتخذون النقابة سلما لكى يحققوا بعض المصالح على مستوى مؤسساتهم أو على مستوى المؤسسات الأخرى، إضافة إلى أن اسمه سوف يذيّل بالكاتب الصحفي، مع ان بعضهم لا يجيد كتابة الخبر.

 تعويم الجنيه، وترشيد الدعم، وارتفاع الأسعار ضرب الصحفيين والمهنة فى مقتل، ارتفعت أسعار الأحبار والأوراق، وبات على الصحف أن ترفع سعر الجريدة على المواطن أو أن تخفض من أعداد الصفحات والصفحات الملونة توفيرا للنفقات، أغلب الصحف عملت بالخيار الثانى رحمة بالمواطنين، أن يشتروا رغيف الخبز لأولادهم أفضل من شراء جريدة.

الصحفى فى ظل هذه الظروف البائسة أصبح يفكر فى المواطن وظروفه السيئة، ويفكر فى ظروفه هو الشخصية، فهو الآخر مواطن ولديه أسرة وأطفال يحتاجون للطعام، والملبس، والتعليم، والعلاج، من أين؟، استسلم لمنطق: من قبل بقليله عاش، وقبلوا بالفتات لكى يعيشوا ويعيش الأولاد، وسط كل هذه الأجواء البائسة تساءلنا: أين نقابة الصحفيين؟، لماذا تجاهلت استصدار قرار بزيادة المرتبات، ورفع الحد الأدنى لأجور الصحفيين ما يسمح وحياة آدمية؟، لماذا لم تسع لاستصدار قانون لرفع المرتبات والمعاشات بالنسب التى ترفع للوزراء والقضاة ورجال الشرطة؟، لماذا لم تفكر فى استصدار قانون خاص بمعاش الصحفيين؟، لماذا لم تسع لتوفير صندوق مثل صندوق القضاة ينفق على المعاشات والعلاج وحالات العجز والوفاة والبطالة؟، لماذا لم تتفاوض مع الحكومة على دعم طباعة الصحف والأحبار؟، لماذا لم تجتمع مع شركات الإعلان لدعم بعض الصحف التى أوشكت على الانهيار؟.

للإنصاف، يمكننا القول بكل ثقة، إن الصحفيين فى حاجة إلى نقيب جديد لكى يفكر وينشغل بهموم الصحفيين وليس بقرارات وسياسات الحكومة.

[email protected]