رئيس حزب الوفد
د.عبد السند يمامة
رئيس مجلس الإدارة
د.أيمن محسب
رئيس التحرير
د. وجدى زين الدين
رئيس حزب الوفد
د.عبد السند يمامة
رئيس مجلس الإدارة
د.أيمن محسب
رئيس التحرير
د. وجدى زين الدين

أحوالنا

مع بلوغ شهر رمضان الكريم أيامه الاخيرة واقتراب عيد الفطر المبارك الذي تغمر نسماته أرجاء المعمورة، شهد العالم أحداثا هامة وتحركات دبلوماسية غير معتادة فيما يمكن ان نطلق عليه الدبلوماسية غير التقليدية او الدبلوماسية الجديدة. وتتميز هذه الدبلوماسية بأنها تعتمد في جانب كبير منها علي تغليب حسن النوايا في تناول المشكلات الدولية المعقدة والتي لم تفلح الطرق الدبلوماسية التقليدية في إيجاد حل لها.

وقد شهدت مصر تطبيقا عمليا لهذا النوع من الدبلوماسية الجديدة في لقاء القمة الذي تم خلال الأسبوع بين الرئيس عبدالفتاح السيسي ورئيس الوزراء الاثيوبي «ابي احمد» والذي تعهد خلاله رئيس الوزراء الاثيوبي، تحت القسم، بعدم إلحاق الضرر بمصر وشعبها فيما يخص مياه النيل. وأكد ان الاثيوبيين يعرفون معني الاخوة وحسن الجوار ويخافون الله وليس لديهم رغبة في إلحاق الضرر بالشعب المصري. وقال ان بعض رجال السياسة وبعض الاعلاميين حاولوا الاستفادة من الخلافات بين الدولتين، الا أن القيادة السياسية في كلتا الدولتين لا تعرف هذا الطريق الجبان، والعلاقة بين الجانبين علاقة تعاون تفيد الشعبين. وأكد ان ما ترغب فيه اثيوبيا هو نسيان الماضي وبدء مرحلة جديدة من المودة والحب والتعاون واحترام الآخرين.

وعلي عكس الفترة السابقة التي شهدت توتر العلاقات بين الدولتين بسبب انشاء سد النهضة الإثيوبي وتمسك اثيوبيا ببعض الجوانب الفنية التي ستلحق اضرارا بمصر، اتفق الجانبان علي تعزيز التعاون الاقتصادي والتبادل التجاري بين الدولتين، بما في ذلك إقامة منطقة صناعية مصرية في اثيوبيا والتعاون في مجالات الاستثمار الزراعي والثروة الحيوانية والمزارع السمكية والصحة، بما يفضي الي تقديم نموذج ناجح للتكامل افريقيا، كما جدد الجانبان عزمهما علي التوصل الي اتفاق نهائي بشأن سد النهضة يُؤمِّن استخدامات مصر المائية في نهر النيل، ويسهم في ذات الوقت في تحقيق التنمية والرفاهية للشعب الاثيوبي الشقيق.

وفِي الوقت ذاته، شهدت الساحة الدولية لونا آخر من تطبيق الدبلوماسية الجديدة حينما تحقق لقاء القمة بين الرئيس الامريكي دونالد ترامب ورئيس كوريا الشمالية «كيم جونج اون» في جزيرة «سنتوسا» في سنغافورة. ولَم يكن أشد الناس تفاؤلا يتوقعون قبل أشهر قليلة حدوث مثل هذا اللقاء في ضوء الشتائم والإهانات المتبادلة بين الزعيمين، والتي وصلت الي حد التهديد باستخدام الاسلحة النووية. وقد عاش العالم علي أعصابه اثناء تلك الفترة من العداء الشديد بين الجانبين، خاصة ابناء شبه الجزيرة الكورية وجيرانهم في الجزر اليابانية الذين كانوا يخشون اندلاع القتال في أي وقت وتحولهم الي وقود لتلك الحرب. ولكن بدلا من نشوب الحرب بما تحمله من كوارث وآلام، إذ بالزعيمين يعقدان لقاء وديا تبادلا خلاله كلمات المجاملة الودية وبعض الوعود الوردية. وقد أثمر اللقاء عن إلغاء الجانب الأمريكي مناوراته المشتركة مع كوريا الجنوبية في مقابل وعد كوري بالعمل علي تفكيك اسلحتها النووية وهو ما يقل كثيرا عن الهدف الامريكي بالوصول الي اتفاق بإلغاء الاسلحة النووية في شبه الجزيرة الكورية وعدم العودة الي إنتاجها مرة اخري. ولكنها الدبلوماسية الجديدة التي تقوم علي تغليب حسن النوايا فعساها خيرا وكل عام وحضراتكم بخير.