عاجل
رئيس حزب الوفد
د.عبد السند يمامة
رئيس مجلس الإدارة
د.أيمن محسب
رئيس التحرير
د. وجدى زين الدين
رئيس حزب الوفد
د.عبد السند يمامة
رئيس مجلس الإدارة
د.أيمن محسب
رئيس التحرير
د. وجدى زين الدين

حكاية وطن

 

 

 

لا نريد أن نتحول إلى مجتمع متذمر وناقد لكل شىء، النقد الموضوعى أحد مظاهر حرية التعبير لكن عندما يكون الاعتراض على كل شىء ويتحول النقد إلى حالة عامة تكون نتائجه ضارة بالمجتمع، وجمهور السوشيال ميديا ـ ربنا يهديهم ـ انتقدوا بدلة لاعبى المنتخب الوطنى التى ارتداها اللاعبون خلال رحلتهم بالطائرة إلى موسكو للمشاركة فى بطولة كأس العالم، البدلة فوق الكوتشى، وهات يا تريقة من الشباب على اللاعبين الذين سافروا لرفع اسم مصر فى بطولة يشاهدها 2 مليار مشاهد منهم 100 مليون مصرى، الشباب قالوا: إنها بدلة العار، ايه الفلح ده، سفرجية، بدلة كروازيه، كما اتريق الشباب على تصميم حافلة المنتخب، وقالوا: أتوبيس اللاعبين يشبه فراشة أبو شيماء.

طبعًا تعليق الشباب يدخل فى باب خفة الدم، لكنهم فى قرارة أنفسهم، يشجعون منتخب الفراعنة من القلب، ويتمنون له تحقيق نتائج مشرفة فى أول فرحة للمنتخب وللمصريين جميعًا من 28 سنة، عندما فرحنا بالهدف اليتيم الذى سجله مجدى عبدالغنى فى هولندا من ضربة جزاء، عام 90 كنا بنتفرج على مباريات كأس العالم من خلال التليفزيون الأرضى، وهناك جيل كامل لم يكن حاضرًا فى هذا الوقت، الشاب الذى يبلغ من العمر 28 عامًا حاليًا كان جنينًا خلال مونديال عام 90، وإذا قلنا إن جيل مونديال عام 2018 أصبح لا يعجبه العجب ولا الصيام فى رجب فإنه جيل التكنولوجيا والفيس بوك المتعجل.

وأصل عبارة لا يعجبه العجب ولا الصيام فى رجب هى عبارة شعبية تطلق على الإنسان الذى لا يرى فيما يصنعه الآخرون إلا العيب، فإن فعلت ما تراه صوابا من وجهة نظرك فأنت محل عيبه وانتقاده، وإن فعلت ما يراه هو صوابًا فأنت محل نقده أيضًا، وربما فى رأيه لم تفعل كما ينبغى. كلنا نمارس فعل الشكوى والتذمر بشكل شبه مستمر، وفكرة المثل جاءت من حالة التذمر الشديدة لدى الناس فهم ينتقدون حر الصيف وبرد الشتاء.

وهناك تفسير آخر للمثل: إن الأصل يعنى تأجيل رمضان لفترة طويلة جدًا، فرمضان يأتى بعد رجب ويفصل بينهما شعبان، وبالتالى فإن الشخص الذى يأتيه رمضان ولا يعجبه الصيام فقد يتم تأجيله له حتى رجب أى ما يقارب السنة وهذا لا يرضيه أيضًا، باختصار لا يرضيه شىء.

جمهور السوشيال ميديا قارن بين بدلة المنتخب وبدل باقى المنتخبات الأخرى، ربما تكون أقل جودة بالفعل، ولكن أليس المهم هو الحشو كما يقول المثل: أى المهم من هو داخل البدلة، فإذا حالف التوفيق منتخبنا القومى وحقق مفاجأة فى بطولة كأس العالم، فإن البدلة والكوتشى اللذين كانا محل تريقة، سوف تقام لهما معارض خاصة فى العالم، ويتم بيعهما بأرقام فلكية، وسوف تكون البدلة فوق الكوتشى موضة عالمية يتكالب عليها الشباب.

الشركة المصممة لبدلة المنتخب قالت: إنها اختارت حذاء بنى اللون من الجلد للاعبين وتم تغييره لحذاء أبيض ليكون مريحًا لهم خلال رحلة الطائرة، إذًا الموضوع لا يستحق كل هذه التريقة، والانتقادات التى لا يجب أن يتهم بها أبطال مصر الذين ننتظر منهم بذل الجهد فى مبارياتهم والوصول إلى الدور التالى، لن تكون مكاسب كأس العالم رياضية فقط، ولكن ستكون سياحية أيضًا، فمن المؤكد أن مشاركة مصر فى هذه البطولة العالمية التى يشارك فيها 32 منتخبًا على مستوى العالم على أرض 12 ستادا رياضيا فى روسيا خلال الفترة من 14 يونيو حتى 15 يوليو فرصة ذهبية لتعزيز عودة السياحة الروسية لمصر، والأوروبية عامة، ونعتبر أن تعليقات الشباب على مواقع التواصل الاجتماعى مجرد خفة ظل، ولكنهم يحملون داخلهم حبًا كبيرًا لمنتخب بلادهم وإلا ما كان الـ100 مليون مصرى يعدون العدة ليوم الجمعة وهو بالمناسبة يوم سعيد على المصريين، حيث يتناسب أول أيام عيد الفطر المبارك، ظهر هذا اليوم يلتقى منتخبنا مع أوروجواى فى أولي مبارياته، وبالتأكيد قلوب جميع المصريين مع المنتخب ليعبر هذه الموقعة ثم يفكر فى المباراتين القادمتين مع روسيا والسعودية، ويتحول ساعتها النقد إلى إشادة عندما نسعد بأجوال صلاح وزملائه، قولوا يا رب.