رئيس حزب الوفد
د.عبد السند يمامة
رئيس مجلس الإدارة
د.أيمن محسب
رئيس التحرير
د. وجدى زين الدين
رئيس حزب الوفد
د.عبد السند يمامة
رئيس مجلس الإدارة
د.أيمن محسب
رئيس التحرير
د. وجدى زين الدين

آفة الصحافة

 

 

 

وكأنك فى أحد شوارع قاهرة المعز قبل رفع أذان المغرب فى يوم من أيام رمضان، حيث جاء مشهد الفرح الروحى فى قاعة فسيحة بمدينة روتردام بسماع القرآن الكريم، وانطلق الشباب المسلم وغيرهم يستعد بحمل المقاعد وفرش الموائد، وأياد تضع التمور والحليب وصحون متنوعة لأكلات مغربية ومصرية وتونسية وسورية وعراقية، تعكس تواجد الجنسيات العربية المُختلفة فى هولندا، التى اجتمعت نخبة من أبنائها فى تآلف ومحبة أبهرت المارة من الهولنديين غير المسلمين الذين توقفوا للمشاهدة وكأنهم فى رحلة سياحية، البعض يسأل وآخر يلتقط الصور التذكارية ويُسجل المشهد بكاميرات الفيديو.

ووقفت الفتيات المُسلمات يشرحن لغيرهن من النساء المناسبة الرمضانية والصوم وتوضيح فكرة وخلفية مائدة الرحمن، بينما تتابع عن بُعد العقل والقلب المُدبر «رحمة هولسمان» التى تدير وتقيم موائد الرحمن منذ بداية الشهر الكريم، وهى ضيفة واحدة من نشرة الأخبار الرمضانية لهذا العام.

فحينما بدأت الهولندية «رحمة هولسمان» أول بنك طعام إسلامى فى مدينة روتردام بهولندا كانت تجمع الأغذية الحلال من بقايا مبيعات المتاجر، وتوزيعها على المحتاجين خاصة من أبناء الجاليات الإسلامية، وأرادت فى ذلك الوقت كسر حدة الخجل والتغلب على فكرة العار التى تلازم نفوس مُعظم سُكان هولندا من أصول عربية وإسلامية، وتوجهت للأحياء الفقيرة التى تسكنها عائلات دخلها الوحيد هو إعانات شهرية تمنحها الحكومة الهولندية لمن ليس لديه عمل.

وتردد «هولسمان» قولها المُسلم يجب أن يكون راضيًا عن رزقه، وعليه قبول ما يرسله الله إليه من نعم، وتقول إنه على الرغم أن فكرة بنك الطعام ليست جديدة فى العالم، إلا أن الجاليات الإسلامية تثبت فى كل مرة مسئوليتها المُجتمعية، بحرصها على المُشاركة الفعالة فى حل المشاكل الاجتماعية التى تواجه البلاد التى تقيم فيها، ولو لم يكن بجانبى مسلمون مخلصون وغيرهم لما تمكنت من تنفيذ وإنجاح مشروع تقديم المساعدة للفقراء.

وتؤكد أن أحد أسباب خروج فكرة مشروع «أول بنك طعام إسلامى فى هولندا» هو أن العديد من المُنتجات الغذائية من بنوك الطعام الهولندية ليست حلالاً، فى حين أن الاحتياج إلى الغذاء الحلال ضرورى.

صاحبة فكرة المشروع هى الهولندية رحمة هولسمان التى اعتنقت الدين الإسلامى فى عام 1993 وأنشأت مؤسسة «سلام» لمساعدة الأقليات الإسلامية فى هولندا، والتى تمكنت فى البداية من تقديم العون لأكثر من 250 أسرة وضم 25 متطوعاً للعمل إلى جانبها، ولا تتلقى هولسمان أى دعم من الحكومة الهولندية، ولا تسعى إليه حيث تعتمد على مبدأ التبرعات انطلاقاً من أساس التكافل الاجتماعى الإسلامى الإنسانى من دون تفرقة، أو تعبر عن سعادتها بأن نسبة غير المسلمين المستفيدين من المشروع هى حوالى 30٪.

وقد بدأت أخيراً فكرة مشروع هولسمان تجد رواجاً وتشجيعاً، حيث تبنت واحدة من الجمعيات الإسلامية فى مدينة لاهاى فكرة المشروع وبدأت بالفعل العمل بجمع الأطعمة لتقديمها للفقراء والمحتاجين.