رئيس حزب الوفد
د.عبد السند يمامة
رئيس مجلس الإدارة
د.أيمن محسب
رئيس التحرير
د. وجدى زين الدين
رئيس حزب الوفد
د.عبد السند يمامة
رئيس مجلس الإدارة
د.أيمن محسب
رئيس التحرير
د. وجدى زين الدين

 

أيّام قليلة وينقضي شهر الخير والبركات بأيامه الجميلة، ونفحاته العطرة، وذكرياته التي لا تُنسى أبدًا. شهر يجتمع فيه الاحبة والأصدقاء لاسترجاع ذكرياتهم وإقامة الصلاة وتبادل التهاني والامنيات. شهر تجتمع فيه الأسرة كلها بل المجتمع ككل على بث روح الخير والتسامح والحد من الأَفْعَال السيئة والمنبوذة، فتعلو فيه الروحانيات وتزداد فيه المحبة والإخاء والتسامح، ولكن قبل أن ينتهى الشهر الكريم بكل ما فيه من أعمال طيبة وتجمعات حميمة وترابط أسرى وعائلي مشهود كان لابد أن نقف لحظة حول ما يتم عرضه عبر شاشات التلفاز والفضائيات بشكل سَّيْءُ ومثير للجدل والاشمئزاز.

 لقد رأينا هذا العام مثل باقي الأعوام السابقة بل بشكل متزايد كم هائل من الإعلانات المبالغ فيها التي تثير الحقد والكراهية في نفوس الكثير من أبناء المجتمع، فلماذا كل هذا الكم من إعلانات المنتجعات السياحية وكذلك الوحدات السكنية الفاخرة؟، بالإضافة إلى البذخ في إعلانات الاتصالات ومحلات الأطعمة الفاخرة. كذلك رأينا وللأسف رغم كل محاولات إيقاف عرض برامج المقالب؛ إلا أننا وجدناها تتكرر بشكل مؤسف وتعكس بظلالها سلبًا على الأطفال والنشء داخل كثير من الأسر المصرية فيتبادلون الألفاظ النابية ويمارسون اعمالاً يغلب عليها طابع العنف في محاولة منهم لتقليد النجم الذي يظهر أماهم على شاشة التلفاز  بصورة محزنة للغاية مما يسبب الكثير من المشاكل النفسية والصراعات داخل الاسرة الواحدة.

إن الدراما الاجتماعية هي الوسيلة الفعالة التي تنقل ما يدار في المجتمع بكل إيجابياته وسلبياته على المتلقي في محاولة لنبذ روح الشر وبث روح الأمل والاستقرار ؛ إلا أن الدراما هذا العام يغلب عليها إظهار الأسوء في المجتمع مثل ظاهرة العنف، وتجارة السلاح، والأثار، وغسيل الأموال في العديد من الأعمال الدرامية دون النظر إلى الجوانب الإيجابية التي يمكن العمل على تثبيتها والثناء عليها، ليس هذا فحسب بل تعمدت كثير من هذه الأعمال تصوير أماكن راقية أكثر من ما هو شائع في كثير من الأوساط الاجتماعية مما يثير غضب وحزن الكثير من الناس؛ وهذا بالطبع له أثره السيء والمنفر على نفسية المشاهد والمتلقي، فضلاً على ذلك نرى كم هائل من البرامج الحوارية الرمضانية التي تستضيف عدد كبير من الشخصيات العامة سواء من أهل الفن، أو الرياضة، أو السياسة للحديث عن مشوارهم المهني لكى يكونا قدوة يُحتذى بها لأجيال جديدة، فنرى تعمد الإعلام التطرق للحياة الشخصية وصراعات الضيف مع غيره من الزملاء وعرض مشاكله الشخصية والاجتماعية من جواز، أو طلاق، أو تهرب ضريبي وصراع على منصب أو عمل معين مما يترتب عليه مشادات كلامية عبر وسائل الإعلام بينه وبين أقرانه من ابناء المهنة الواحدة. ومن ثم، بدل من أن تصبح الشخصية العامة مثال يحتذى به وقدوة يتبعها أجيال لما لهم من تأثير قوى وفعال على المجتمع كقوة ناعمة؛ تتبدل المعايير ولا نجد سوى الإسفاف والاسقاط وصورة سلبية تبث للمشاهد بصورة متعمدة أو غير متعمدة من قبل الإعلام.

 وفى نهاية الحديث أرى أن جهاز تنظيم الإعلام عليه الدور الكبير في الحد من كل هذا الإسفاف والعمل إيجاد إعلام ناضج يخاطب المشاهد والمتلقي بصورة مشرفة تبعث بداخله دافع الانتماء وحب الوطن بدل من بث الكراهية وإثارة الفتن والضغائن. فلابد أن تتبدل الأعمال المعروضة الآن بأعمال أخري تكون أكثر جدية وانضباطًا تحترم عقل المشاهد وتبث روح التماسك بين أفراد الأسرة حتى ينعكس كل ذلك بالإيجاب على المجتمع بأكمله.