عاجل
رئيس حزب الوفد
د.عبد السند يمامة
رئيس مجلس الإدارة
د.أيمن محسب
رئيس التحرير
د. وجدى زين الدين
رئيس حزب الوفد
د.عبد السند يمامة
رئيس مجلس الإدارة
د.أيمن محسب
رئيس التحرير
د. وجدى زين الدين

هموم مصرية

المصريون ـ بتوع زمان ـ كانوا يقسمون أيام شهر رمضان إلى ثلاثة أقسام وكل قسم «10» أيام.. القسم الأول قالوا عنه «10 مرق» والمرق من المرقة أى الشوربة.. وتوابعها من أطباق كلها أكل تبدأ بمذبحة البط أول أيام الصيام.. وما معها من أطباق متعددة.. كلها رقاق وكشك ولحوم.. وطرشى.. وما إن تنتهى العشرة المرق «الأولى» هذه حتى يدخل المصرى الى القسم الثانى، أى العشرة أيام الثانية وكانوا يطلقون عليها: «عشرة خرق».. والخرق هى الملابس، وتذكروا اسم باب الخلق وأصل الاسم هو باب الخرق وفيها تبدأ جولات شراء ملابس العيد. وزمان لم تكن الملابس الجاهزة قد انتشرت، كما هى الآن ـ بل كان الكل يشترى القماش ويذهب به الى الترزى.. وإلى الخياطة بالنسبة للفتيات، ولذلك كان شهر رمضان هو ذروة العمل والخير للخياطين.. والست الجدعة من تسرع بما تشتريه من قماش لتسليمه للخياطين.. حتى يقوموا بعملية التفصيل والخياطة وكانت أمهاتنا «تدفع» بنا كل يومين ثلاثة لنذهب الى الترزى أو الى الخياطة لكى «نزن» عليها بهدف قيامها بتفصيل ملابسنا.. ملابس العيد وكم من مرة كنت أضطر شخصياً وأنا صبى أن أسهر على باب الترزى ليلة العيد لكى أستعجل تفصيل ملابسى!! ولم نكن ننام ـ ليلة العيد ـ إلا ونحن نحتضن ملابسنا الجديدة.. والحذاء الجديد.

< أما="" العشرة="" الأواخر="" ـ="" من="" رمضان="" ـ="" فكنا="" نطلق="" عليها="" أيام="" «العشرة="" الحلق»="" أى="" كل="" ما="" هو="" مستدير..="" من="" كحك="" وغريبة="" ومنين="" وقرص="" سادة="" أو="" بالعجوة..="" أى="" هى="" مستلزمات="" فطرة="" العيد..="" وكان="" المصرى="" زمان="" يؤمن="" بجودة="" «عمايل="" البيت»="" أى="" لم="" يكن="" أحد="" إلا="" القليل="" من="" يشترى="" كعك="" العيد="" وتوابعه..="" جاهزاً="" من="" المحلات..="" أما="" الأسرة="" «المستورة»="" فكانت="" تشترى="" القمح="" ثم="" تقوم="" بعملية="" الغربلة="" بالغربال="" وترسله="" الى="" الطاحونة،="" أو="" مكنة="" الطحين..="" ونجلس="" على="" باب="" الطاحونة="" الى="" أن="" نحمل="" معنا="" ناتج="" الطحن،="" أى="" الدقيق،="" لتقوم="" الأسرة="" بعملية="" «نخيل="" الدقيق»="" بالمناخل="" لإزالة="">

< وبالطبع="" كانت="" الأسرة="" تقوم="" قبلها="" بشراء="" السمن="" البلدى="" ـ="" أبوريحة="" ـ="" واللبن="" اللازم="" لعمل="" حشوة="" الكعك="" بالمهلبية..="" أو="" الملبن..="" وفصل="" دقيق="" الكعك="" عن="" دقيق="" الغريبة،="" والبسكويت،="" والقرصة="" الصفراء="" والسوففية..="" والمنين..="" ثم="" يجتمع="" كل="" الأسرة="" لتجهيز="" كل="" ذلك="" والذهاب="" ـ="" حاملين="" ـ="" كل="" ذلك="" من="" صاجات="" الى="" الفرن="" البلدى..="" وانتظار="" دوره="" ليعود="" بكل="" ذلك="" الى="" البيت..="" وكانت="" كل="" أسرة="" تتفاخر="" بعدد="" «الصاجات»="" التى="" تخرج="" من="" البيت="" الى="" الفرن..="" وكله="" بالسمن="" البلدى..="" وحياة="">

< ولا="" تسأل="" عن="" فجر="" أول="" أيام="" العيد..="" و«حمومة="" العيد»="" لنرتدى="" الجلاليب="" البيضاء="" وننطلق="" مع="" الآباء="" لندخل="" الجامع="" مكبرين="" تكبيرات="" العيد="" مشاركين="" فى="" هذه="" الصلاة="" المقدسة..="" ثم="" ننطلق="" الى="" البيوت="" لندق="" على="" الأبواب..="" وننعم="" بعيدية="" العيد="" من="" كبار="" الأسرة..="" وكنا="" نتفاخر="" بمن="" حصل="" على="" أكبر="">

وهكذا نعيش الآن سعادة العشرة الثلاث الأخيرة التى هى العشرة الحلق.. وإن أصبحت الأغلبية تشترى الكعك وتوابعه تطبيقاً لمقولة شراية العبد.. ولا تربيته.