رئيس حزب الوفد
د.عبد السند يمامة
رئيس مجلس الإدارة
د.أيمن محسب
رئيس التحرير
د. وجدى زين الدين
رئيس حزب الوفد
د.عبد السند يمامة
رئيس مجلس الإدارة
د.أيمن محسب
رئيس التحرير
د. وجدى زين الدين

أحوال مصرية:

بعد رحيل الفنانة القديرة مديحة يسرى مؤخراً عن عمر يناهز «97 عاماً» يبدو السؤال مشروعاً:  هل ربحت هنومة خليل أو مديحة يسرى  من تركة العقاد والتفرغ للسينما؟ بمعنى آخر هل اتخذت «سمراء النيل» القرار الصحيح بعملها فى مجال السينما كنجمة أولى وزواجها من مشاهير الكتاب  والمخرجين والممثلين؟  أم كان الأجدى لها الاقتران بالكاتب الجبار عباس محمود العقاد، أشهر كتاب مصر فى القرن العشرين وأكثرهم  مكانة وأعلاهم منزلة؟ السؤال يفضى الى مجال أوسع أكثر رحابة للجدل والنقاش: أيهما أفضل السينما أم الأدب؟ وأيهما أكثر خلوداً وأيهما الأكثر بريقاً ولمعاناً؟

بالتأكيد السينما أكثر بريقاً ولمعاناً من الأدب وربما يبدو وهج الأدب أقل من السينما فى التأثير، وقد تبدو السينما صاحبة فضل على الأدب فى تقديم روائع الأدب العالمى على شاشتها مثل «ذهب مع الريح».. «وقصة  مدينتين» و«أحدب نوتردام» و«الرسالة»، ولكن بالتأكيد لا.. بدليل أن أرفع جائزة عالمية  هى  جائزة نوبل خصصت منذ نشأتها جائزة للأدب  ولم تخصص جائزة للفن السابع ـ السينما ـ مما حدا بأمريكا الى تخصيص جائزة لأفضل  الأعمال السينمائية فقط «الأوسكار» سواء فى التأليف او التمثيل او الاخراج او التصوير السينمائي.

 الحقيقة أن السينما جزء من الأدب والأدب أضحى جزءاً  من السينما بحكم انهما من المجالات الابداعية وقصة مديحة يسرى  التى فضلت السينما على العقاد، قد نجد لها شبيهاً بشكل أو بآخر لدى بعض الفنانين و الفنانات المحليين والعالميين، مثل نجمة السينما الأمريكية الراحلة مارلين مونرو التى تزوجت من الكاتب المسرحى الأمريكى آرثر ميللر واستمرت فى العمل بالسينما، وإذا كانت مونرو قد نجحت فى الجمع بين الأدب والسينما، فإننا  نعتقد أن مديحة يسرى كانت ستفشل فى الجمع بينهما ربما لغيرة العقاد الشديدة عليها، لذا اختارت التفرغ للسينما وطى صفحة العقاد  الى الأبد، قد تكون مديحة ندمت بعد ذلك على هذا القرار ، قد تكون شعرت بالندم بالمرة لتركها العقاد والتفرغ للسينما، لكن المؤكد أنها لم تحب العقاد بالدرجة الكافية التى تجعلها تفضله على السينما والمسرح وكل شىء، وقد تكون فى ذلك الوقت تمر بمرحلة المراهقة مما لا تستطيع معه الحكم بشكل صحيح على الأشياء، لكن المؤكد أن العقاد كان الخاسر الأكبر من رحيل مديحة يسرى عنه، وقد يكون هذا الرحيل فى صالح الأدب حيث يكون قد دفعه لابداع بعض الكتب للخروج من الأزمة او محاولة نسيانها،والمؤكد ايضا ان مديحة كانت الرابحة من عملها بالسينما حيث اصبحت فتاة غلاف ونجمة سينمائية اولى وصديقة لكبار الشخصيات في المجتمع المصرى من الرجال والسيدات والمؤكد كذلك أن السينما استفادت أيضاً من «سمراء النيل» ـ مديحة يسرى ـ حيث احتلت بطولة العديد من أفلامها مع العديد من أزواجها الخمسة الذين عاشت حياتها معهم، وفى كل الأحوال يبقى الحب الأول والأخير للفنانة الراحلة مديحة يسرى لابنها «طارق» الذى رحل قبل الأوان ولم تصدق وفاته حتى وفاتها، ويبقى أيضاً العقاد علامة فارقة فى حياتها والسؤال اللغز فى  حياتها:  هل أخطأت بتركه والاتجاه للسينما أم كان الافضل لها الاقتران به؟