عاجل
رئيس حزب الوفد
د.عبد السند يمامة
رئيس مجلس الإدارة
د.أيمن محسب
رئيس التحرير
د. وجدى زين الدين
رئيس حزب الوفد
د.عبد السند يمامة
رئيس مجلس الإدارة
د.أيمن محسب
رئيس التحرير
د. وجدى زين الدين

لله والوطن

 

 

 

قبل يومين.. وفي الرابع من شهر يونية.. كانت الذكرى الرابعة ليوم من أهم الأيام المسجلة في تاريخ مصر بحروف من نور.. يوم تسليم الرئيس الأسبق المستشار عدلي منصور أمانة الحكم للرئيس المنتخب عبدالفتاح السيسي.. منهيًا الفترة الانتقالية الثانية بعد ثورة 30 يونية التي تولى خلالها رئاسة مصر بصفته رئيساً للمحكمة الدستورية العليا.. ذلك اليوم الذي ألقى فيه المستشار الجليل خطبه وداعه الشهيرة.. التي هزت قلوب جميع المصريين.. وأبكتهم جميعاً.. وبكى هو معهم.. لما فيها من بلاغة وصدق ومشاعر وطنية جياشة مست شغاف القلوب وأيقظت الضمائر.. وأيضاً لما تضمنته من وصايا ثمينة و«خارطة طريق أخلاقية وفكرية» لمرحلة تأسيس الدولة الجديدة.

•• في ذلك اليوم

كتبت مقالاً بعنوان «هذا رئيسكم المنصور».. من وحي الخطاب الذي ألقاه المستشار الجليل.. استحضر كلماته دائماً التي نسجتها بحروف من حب وتقدير وصدق وضياء.. وقلت فيها: مثلما خاطبكم مستنهضاً فيكم الهمة والكرم والكرامة فى خطبة وداعه التاريخية.. أكرموه وكرّموه.. لا تنسوه.. تذكروه دائماً وأبدًا.. احفروا اسمه بحروف من نور وأمل فوق صدوركم.. وانسجوا صورته بخيوط من ذهب وعمل على جدران قلوبكم.

احفظوا آخر كلماته.. ورتلوا آياتها فى صلواتكم من أجل الحق والعدل والحرية.. اجعلوا وصاياه دستورًا وميثاقًا لكم ينير لكم طريقكم.. فلا تحيدوا عنه ولا تهملوه.

أوفوا بالعهد.. ارحموا بعضكم بعضًا.. ترفقوا بضعفائكم إن كنتم أقوياء.. وقروا كبيركم إن كنتم صغارًا.. اعملوا كثيرًا.. وتحدثوا قليلاً.. صفّوا نفوسكم.. واغسلوا قلوبكم بالمحبة والوفاء.. لوطنكم.. ولبعضكم البعض.. كونوا مثله صادقين متجردين خالصين وصافى النية.. انبذوا المصالح الشخصية.. واستوصوا بمصر خيرًا.. أحبوها عملاً.. لا قولًا.. أو كما قال.. والله مجيب الدعاء.

كونوا جديرين بثقته فيكم.. وثقة رئيسكم المنتخب فيكم أيضاً.. واتقوا الله فى وطنكم حتى لا تعود تلك الأيام البغيضة التى مضت إلى غير رجعة.. حين كانوا يساومونكم على الخبز مقابل الكرامة.. والأمن مقابل الحرية.. واعلموا كما قال لكم أن «الخبز سيأتى بكرامة مادمنا اهتدينا بالعمل سبيلاً.. وإن الحرية المسئولة هى الضمانة الحقيقية للأمن».

تلك هى كلماته الأخيرة لكم.. فآمنوا واعملوا بها لعلكم تهتدون.

•• وسنظل نقولها لك يا «منصور»:

شكراً لك.. وسلاماً عليك.. فقد وعدت وأنجزت.. تحملت المسئوليات الجسام.. أميناً.. حكيماً.. عادلاً.. جادًا.. دؤوبًا.. مخلصًا.. واعيًا.. صلبًا.. نزيهًا.. شريفًا.. صادقًا.. فارسًا.. رافعًا راية الوطن وسط أمواج التحديات العاتية لتسلمها خفاقة منصورة للرئيس المنتخب.. ليكمل المسيرة.. ويقود الأمة إلى شاطئ الأمان.

تركتنا ومازلت بيننا وفى القلب عبرة.. وفى الحلق غصة.. مما آلت إليه الأحوال.. وانحدرت لأسفله الأخلاق.. لكن حسبنا انه مازال هناك بصيص من أمل فى أن فى مصر رجالاً مثلك قادرين على حمل أمانة العبور بنا «من الوطن المستباح إلى الوطن المصان.. ومن اليأس إلى الأمل.. مهما طال بنا الزمان».

فسلاما عليك يا «منصور».. أينما كنت وكيفما صرت.. وكيفما صرنا.. وفي كل حين.