رئيس حزب الوفد
د.عبد السند يمامة
رئيس مجلس الإدارة
د.أيمن محسب
رئيس التحرير
د. وجدى زين الدين
رئيس حزب الوفد
د.عبد السند يمامة
رئيس مجلس الإدارة
د.أيمن محسب
رئيس التحرير
د. وجدى زين الدين

مسافة السكة

ذَكّر الرئيس عبدالفتاح السيسى أثناء أداء القسم أن المرحلة المقبلة، ستشهد بناء الإنسان المصرى على أساس شامل ومتكامل بدنيًا وعقليًا وأضيف عليه نفسيًا، فمن أهم دروس حرب أكتوبر أن العنصر البشرى هو الأهم، فهو الذى يصنع الفارق بكل المقاييس! فنحن اليوم نتجاهل العامل النفسى للمواطن المصرى ولا ندرك أن سبب مشاكلنا كلها تندرج تحت العامل النفسى، فكل ما يحدث من عرقلة فى أى مؤسسة أو تجاوز أو عيوب سببها يرجع إلى العامل النفسى للموظف، فلِم لا يكون فى كل مؤسسة أياً كانت حكومية، أو خاصة مدرب تنمية بشرية أو ما يطلق عليه البعض دكتور نفسانى؟ فهو أمر ليس بعيب، بل هذا علم يُدرس فى جميع الدول أولئك الذين يمارسون الطب النفسى فى أماكن العمل يسمون الأطباء النفسيين المنظمين والمهنيبن فى الولايات المتحدة (علم النفس المهنى)، الأطباء النفسيين الذين يعملون فى قاعة المحكمة لتقديم التقارير إلى القاضى وهيئة المحلفين فى القضايا المعروضة على المحاكم الجنائية والمدنية يسمون (الطبيب النفسى الشرعى)، أيضاً يعالجون المجرمين المختلين عقليًا والمرضى الآخرين الذين تفرض حالتهم أن يعالجوا فى وحدات آمنة.

فنحن نعلم تمام العلم أن كلاً منا فى مجاله يتعرض لضغوط نفسية أيا كان نوعها سواء تمثلت فى العمل أو البيت أو غيره، من الممكن أن تؤثر على إنتاجية المواطن ونفسيته، وبالتالى تؤثر على تعاملاته مع المواطنين ثم يتطور الأمر إلى أن يؤثر على الإنتاج القومى أى يؤثر سلبًا على الدولة، فإذا ذهبت إلى أى مؤسسة سواء حكومية أو خاصة ستجد الموظف عبارة عن طاقة سلبية جالسة على الكرسى ثم تنتقل تلك الطاقة إلى كل عميل يأتى للتعامل مع تلك المؤسسة ثم تؤثر سلبًا على عمل المواطن وفى النهاية على الدولة، فإذا بدأت كل مؤسسة بتعيين مدرب للتنمية البشرية بل من شروط تعيين أى مواطن فى أى مكان أن يخضع لاختبار تنمية بشرية قبل التعيين، ويتم تعميمه على كل الوظائف فى مصر ولا أستثنى أحداً، فكلنا بشر يتعرض لضغوط بل بعض الوظائف كالقضاء والشرطة أكثر ما يحتاج لذلك لتعاملهم الدائم مع المجرمين بمختلف أشكالهم ولتعرضهم لضغط نفسى من الممكن أن يؤثر سلبًا عليهم، كما أن حياة البعض بين أيديهم ومستقبلهم متعلق بكلمة منهم!

فكم أتمنى أن تخطو الدولة المصرية خطوة مهمة فى تعميم ذلك الاقتراح، ويكون على مرحلتين: مرحلة الوقاية وتتمثل فى إضافة مادة التنمية البشرية للطفل حتى مرحلة الجامعة، ثم عند التقديم لأى وظيفة يخضع المتقدم لاختبار نفسى وتأهيل نفسى ويشمل ذلك جميع الوظائف كما ذكرت مسبقًا، ثم مرحلة العلاج وهو وجود دكتور تنمية بشرية فى كل مؤسسة لتأهيل ومعالجة الموظفين وحتمًا سيعود ذلك بإيجابية على المواطن والدولة، لأن المواطن جزء من الدولة وأى تأثير إيجابى أو سلبى سيعود حتمًا على الدولة ويؤثر بطريقة تلقائية على الإنتاج والعمل، وعندما يحدث ذلك أستطيع القول بأن مصر على الطريق الصحيح وأنها فى طريقها إلى أن تصبح دولة متحضرة قبل أن تكون متقدمة ولا ننسى أن سبب هدم أى دولة بسهولة هو وضع الشخص غير المناسب فى المكان المناسب والعكس.

كلية الحقوق - جامعة الإسكندرية