عاجل
رئيس حزب الوفد
د.عبد السند يمامة
رئيس مجلس الإدارة
د.أيمن محسب
رئيس التحرير
د. وجدى زين الدين
رئيس حزب الوفد
د.عبد السند يمامة
رئيس مجلس الإدارة
د.أيمن محسب
رئيس التحرير
د. وجدى زين الدين

رادار

 

هل تتذكر سؤالاً مفاجئاً طرحه عليك أحد الأطفال ذات صباح؟!.. هل وقفت متلبساً بالصدمة لعدم قدرتك على الإجابة؟

تؤكد الدراسات أن الطفل فى عمر 4 سنوات يطرح نحو 73 سؤالاً يومياً، ويعجز الآباء والأمهات عن الإجابة عن نصف هذه الأسئلة!

الأكثر من ذلك، فإن الأمهات هن الأكثر استقبالاً لهذه الأسئلة، وعلى الرغم من أن معظم هذه الأسئلة قد تكون موجهة للآباء - إلا أنه يتم تحويلها للأمهات!.. وعليهن الإجابة عن حوالى 413 سؤالاً أسبوعياً، وذلك مقابل 98 سؤالاً فقط يجيب عنها الآباء.

لماذا تكتسى السماء باللون الأزرق؟.. ماذا تعنى كلمة موت؟.. ماذا تعنى كلمة «الله»؟.. لماذا أنام مبكراً وتنام أنت فى وقت متأخر؟.. ولماذا يجب عليّ الذهاب إلى المدرسة؟.. وغيرها من أسئلة مشروعة يطرحها أطفالنا، والتى ربما تتفوق فى تعدادها على عدد الاسئلة التى يتلقاها رئيس وزراء مصر بشكل يومى أو على مدار الساعة!.

الغريب أن الدراسات تؤكد أيضاً أنه كلما كبر الأطفال فى العمر انحسرت وتراجعت أعداد الأسئلة التى يطرحونها، بل تشير الدراسات إلى أنه كلما انتقل الأطفال من سنة دراسية إلى أخرى تقلصت أعداد أسئلتهم، حتى يتوقفوا تماماً عن طرح الأسئلة مع بلوغهم المرحلة المتوسطة من التعليم.

هل نعرف لماذا؟!

هل لأنهم فقدوا الإحساس بالاهتمام؟.. أم لأن النظام المدرسى لا يسمح لهم بطرح الأسئلة، فقط يسمح بالإجابة النموذجية؟!

هل لأن الأب الذى ذهب إليه طفله يسأله ذات مرة.. قد أجاب: «روح اسأل أمك»؟!.. أم لأن هذه الأم التى بعد أن توجه إليها الطفل باحثاً عن إجابة عن سؤال يشغل تفكيره، قد فوجئت بأنها لا تعرف الإجابة عن السؤال، لتضطر بعد ذلك - إذا كانت تمتلك القدرة على استخدام التكنولوجيا- إلى توجيه السؤال إلى «جوجل»، لكى يوافيها بالإجابة؟!

بصرف النظر عن «جوجل» وإجاباته، فإن الإبداع الحقيقى يكمن فى قدرة الجميع على تمكين الأطفال من طرح الأسئلة خلال رحلتهم مع الحياة، ومنحهم فرصة اكتشاف الإجابات بأنفسهم، والمضى قدماً نحو امتلاك مهارات المستقبل، لاسيما « التفكير الناقد» والذى يعد أحد أهم المهارات الأكثر طلباً فى ظل الثورة الرقمية.

ويبقى السؤال: أيهما نتمنى.. طفل يمتلك مهارات طرح السؤال.. أم طفل يمتلك الإجابة النموذجية؟!

قبل أن تجيب حاول أن تسأل نفسك: هل تعترف رحلة الحياة بالإجابة النموذجية؟!

نبدأ من الأول.

 

[email protected]