عاجل
رئيس حزب الوفد
د.عبد السند يمامة
رئيس مجلس الإدارة
د.أيمن محسب
رئيس التحرير
د. وجدى زين الدين
رئيس حزب الوفد
د.عبد السند يمامة
رئيس مجلس الإدارة
د.أيمن محسب
رئيس التحرير
د. وجدى زين الدين

 

كيف يتحول الإبداع إلى مجرد ورش عمل تسمى معالجة فنية ولكأن كتابة عمل أدبى أو فنى ليست من صميم عمل الكاتب المبدع الذى يمتلك رؤية ونظرة وفكراً مستقبلياً يرى الغد بصورة وعين تختلف عما يراه الإعلامى أو الصحفى أو الشخص العادى وهذا ما يفرق بين الإبداع وبين الورش الفنية الجديدة التى ما هى إلا أفكار متضاربة ومتباينة لا يربطها خيط واحد أو خط درامى واحد كما كتب أرسطو منذ أكثر من ألفى عام عن الوحدة الدرامية للعمل الإبداعى والتى تعنى وحدة الزمان والمكان وحتمية الصراع الذى يبدأ من نقطة الانطلاق حتى التشابك الذى يدفع بالحبكة إلى الالتحام والصدام وهو ما يسمى بؤرة التصاعد فى الأحداث والتى تؤدى إلى مأساة أو إلى كارثة أو إلى تغيير فى حياة البطل أو الأبطال حتى ينتهى العمل ونحن نعيش حياة كاملة مع أناس وشخوص تشابهنا وتماثلنا فى العديد من الصفات والسمات والسلوك والمآسى وإذا فقد المشاهد ذلك التماس مع الشخوص وشعر بغربة فإنه يفقد متعة الفن ويفقد العمل المعنى والمخزى والمضمون.

والعديد من الأعمال التى تعرض هذا العام على الشاشة الفضية هى نتاج ورش العمل وأبرزها مسلسل «الرحلة» و «عوالم خفية» بطولة النجم الكبير عادل إمام زعيم الكوميديا فى العصر الحديث بعد الريحانى وفؤاد المهندس وحتى الفنان محمد صبحى يختلف عنه لأن صبحى اتجه إلى الكوميديا السوداء الساخرة الاجتماعية فى العديد من أعماله المسرحية والدرامية فى التليفزيون.. لذا فإن عادل أمام فى الشخصية الجديدة التى يقدمها للصحفى «هلال» الباحث عن الحقيقة وعن كشف بؤر الفساد فى المجتمع المصرى لهى شخصية جديدة على النجم الكبير تبعده عن الكوميديا وعن السخرية وعن الضحك وتدخل به عالماً جديداً بعيداً عما ألفه المشاهد وعما تكون كصور ذهنية فى عقول ووجدان المشاهد العربى والمصرى على مدار أكثر من خمسين عامًا هى رحلة فن وإبداع وتألق للفنان عادل أمام الذى فاجأنا بتغير جذرى فيما يقدمه وفى إطلالته على الجمهور، والإضافة إلى ان العمل ليس من إبداع يوسف معاطى الكاتب الذى اقترن اسمه بالزعيم على مدار عدة سنوات سابقة وأعمال معظمها لاقى نجاحًا نقدياً وجماهيريًا مثل «صاحب السعادة» و«مأمون وشركاءه» وهذا العام يخرج العمل الجديد لعادل إمام فى صورة ورشة عمل اعلامية تقدم نماذج لقضايا صحفية عن الفساد فى مجالات عدة مثل دور رعاية الأطفال والتى ما هى الا خطف واستغلال للطفولة وأيضًا قضية الفن والممثلة التى تكتب مذكراتها بعد وفاتها أو قتلها أو انتحارها وتفضح مافيا صناعة السينما والنجوم والدور المشبوه للجهات الأجنبية التى تتداخل مع المسئوليين فى وزارات عدة.. وأيضًا يتطرق العمل إلى مشكلة الإدمان والمخدرات والبيع وكيف يتم تجنيد الشباب.. كل هذا كتب فى صورة تحقيقات صحفية إعلامية ليست فى إطار عمل درامى إبداعى له خط وله بداية محكمة وتصاعد وتغير وتطور فى الشخصيات خاصة البطل الذى كان تواجده يشبه ضيف الشرف ولم نتفاعل معه أو مع الشخوص العديدة المفككة الغير متجانسة أو مترابطة فى بنائها الدرامى.. أما الإخراج فإن رامى إمام فقد بريق تميزه فى أعمال سابقة مثل «عايزة أتجوز» والتى كانت عن قصة أدبية واقعية لغادة عبدالعال.. الورشة لا تنتج فنًا وإنما صناعة والمعالجة تكون للمرضى وليس للإبداع.