عاجل
رئيس حزب الوفد
د.عبد السند يمامة
رئيس مجلس الإدارة
د.أيمن محسب
رئيس التحرير
د. وجدى زين الدين
رئيس حزب الوفد
د.عبد السند يمامة
رئيس مجلس الإدارة
د.أيمن محسب
رئيس التحرير
د. وجدى زين الدين

مراجعات

 

منذ عقدين من الزمن، نعيش ابتلاءً بهؤلاء الذين يسمَّون «الدعاة الجدد»، بعد أن «طفحوا» على مشهد حياتنا كالطفيليات، وتصدروا المشهد الديني، رغم أن غالبيتهم لا يستحقون أن يكونوا أشباه علماء!

ربما «فراخ» أحد «الدعاة الجدد» ـ الذي لا يستهويني كغيره ـ هو ما حفَّزني على إعادة الكتابة عنهم مرة أخرى، خصوصًا أنني طوال الشهر الفضيل لم أرتقِ روحيًا في العبادة لعدم تناولي دجاجًا معينًا، كأحد أهم شروط العبادة في رمضان!

«سوق الدعوة» الآن، كغيرها من المجالات، تمر بفترة كساد، ما يجعلنا نتوقع في المستقبل القرب، أن نشاهد بعض هؤلاء «تجار الدين» يتحولون إلى مجالات أخرى، لتحقيق الأرباح، بعد أن مُنِي الكثيرون بنزيف خسائر لم يتوقف منذ سنوات.

أزعم أنني لستُ واحدًا من متابعيهم، أو المتأثرين بخطاباتهم الدعوية، سواء أكان عبر مواقع التواصل، أو في برامجهم التلفزيونية، التي أراها نمطًا مكررًا لمشاهد سينمائية توضع حشوًا في الأفلام الهابطة لضمان شباك التذاكر «كامل العدد»!

كثير من هؤلاء «بضاعتهم»، الاستخفاف بالدين والإفراط فيه، على طريقة «الجمهور عاوز كده»، كما قد يلجأون إلى صُنع هالة حولهم بـ«شو إعلامي»، كمدخل إلى قلوب البسطاء، أضف إلى ذلك استخدام كلمات و«إفيهات» مبتذلة!

الحقيقة، أن «الدعاة الجدد» لم يعد لهم بريق، أو زخم، كما في السابق، بعد أن انكشفت عوراتهم وسوءاتهم، ولذلك لا نستبعد أن يلجأوا إلى استحداث أنماط جديدة، مطعَّمة بالصبغة «الإسلامية» لبرامجهم «الترفيهية»!

إن عقارب الساعة لن تعود إلى الوراء مرة أخرى، خصوصًا مع هؤلاء الذين كانوا يجدون لهم مدافعين في كل مرة عن هفواتهم الكثيرة وأخطائهم وزلاتهم المتتالية، كما لم يعد يجدي نفعًا لغة الاستعطاف والتبرير والمناورات، بعد أفول نجوميتهم!

يمكننا القول باطمئنان إن ظاهرة الدعاة الجدد انتهت بالفعل، بعد أن فضح الله هؤلاء الذين حولوا الدعوة والدين إلى سلعة استهلاكية و«بزنس» ناجح جدًا، في ظل تضخم ثرواتهم، مقابل أحاديثهم المتملقة عن التواضع.

نتصور أن السنوات الأخيرة، كانت كفيلة بتعريتهم، فما حدث أن الناس تغيرت الآن، وليست هي ذاتها قبل عشرين عامًا، بعد أن أصبح المتابعون يمتلكون وعيًا كافيًا، أسهمت في إحداثه وسائل التواصل الاجتماعي، التي سمحت لهم بالتفاعل مع هؤلاء «النجوم» بالنقد المباشر، ما أسقط عنهم هالة الوقار وهيبة العلماء!

المتابع لهؤلاء «التجار» يلحظ بوضوح انكشافهم العلمي والمعرفي على مدى سنين، استنفدوا فيها كل حكاياتهم الساذجة، ما يجعلنا على يقين من أن ظاهرة الدعاة «الكوول» انتهت بالفعل.. ولم يبقَ أمامنا سوى تشييعها غير مأسوف عليها.

يقول عيسى بن مريم، عليه السلام: «الدنيا داء الدين، والعالِم طبيب الدين، فإذا رأيتم الطبيب يجرُّ الداء إلى نفسه فاتهموه، واعلموا أنه غير ناصح لغيره».

كما أوحى الله تعالى إلى داود، عليه السلام: «يا داود لا تجعل بيني وبينك عالمًا مفتونًا بالدنيا، فيصدك عن طريق محبتي، فإن أولئك قطَّاع طريق عبادي المريدين».

أخيرًا.. يقول الإمام عليِّ: «اتقوا الفاسق من العلماء، والجاهل من المتعبدين.. أولئك فتنة كل مفتون»!!

[email protected]