عاجل
رئيس حزب الوفد
د.عبد السند يمامة
رئيس مجلس الإدارة
د.أيمن محسب
رئيس التحرير
د. وجدى زين الدين
رئيس حزب الوفد
د.عبد السند يمامة
رئيس مجلس الإدارة
د.أيمن محسب
رئيس التحرير
د. وجدى زين الدين

انك اذا تأملت فى نظام التعليم المصرى بدايه من التعليم الابتدائى وصولا للتعليم الجامعى نجده نظام متهالك ملىء بالمشكلات والفجوات. بل ان صح التعبير لا يمكنا ان نطلق عليه نظام التعليم بل هى عمليه غير منظمه ولا ممنهجه تسير بشكل عشوائى بلا هدف او هويه.فاذا نظرنا الى اهداف التعليم المصرى الموجوده فى الكتب او برامج الدراسه تجدها اهداف عظيمه لكن لا يتحقق منها شىء. اما عند النظر الى الهويه والمقصود بالهويه هنا هى فلسفه التعليم نجد ايضا عنواين ونظريات مجرده لا تمت الى الحقيقه باى صله.

 

ان اى نظام تعليمى منظم لابد ان تكون له فلسفه يبنى عليها ولابد ان تقوم وزاره التربيه والتعليم بتصميم برامج والكتب الدراسيه ودليل المعلم واساليب التقويم فى ضوء هذه الفلسفه. وذالك يكون بدايه من التعليم الابتدائى وصولا الى نهايه التعليم الثانوى. اما فى مصر نجد اننا نتحدث على سبيل المثال عن ان التعليم المصرى يتبع فلسفه التعلم النشط ومره اخرى يتبع فلسفه تنميه الكفاءات الخ وكل مرحله مختلفه عن الاخرى بل الاعجب من ذالك عندما تنظر الى الكتاب المدرسى الذى يعتبر هو الترجمه الحقيقيه للبرنامج الموضوع من الوزاره تجده يسير فى اتجاه اخر لا يمت الى هذه الفلسفه باى صله.

 

اذا تحثنا فى هذا المبحث عن تشخيص المشكله فمن هو المسئول عن هذه الجريمه ان صح التعبير..

يمكنا الاجابه باننا جميعا مسئولون بدايه من وزاره التربيه والتعليم وصولا الى التلميذ الذى يعتبر مسئول وضحيه فى نفس الوقت.

 

وزاره التربيه والتعليم وهى المسئول الاكبر حيث انها هى المسئوله عن اعداد الكتاب المدرسى والمنهج الدراسى وايضا تنميه مهارات المعلم اثناء الخدمه. فالبنسبه للمناهج والكتاب المدرسى تهتم دائما الوزاره بتحديث الكتب والمناهج من حيث الشكل ولا تهتم بالجوهر. تجد ايضا اهداف فى المناهج يصعب تحقيقها لاننا لا نقوم بعمل الرابط بين برامج اعداد المعلم وهذه الاهداف. بل والادهى من ذالك تجد الكتاب المدرسى ولا تجد دليل للمعلم يتلائم مع محتواه وتكون برامج اعداد المعلم كالعاده بعيده كل البعد عن تنميه مهارات المعلم المطلوبه لتحقيق الاهداف المرجوه.

 

الكتاب المدرسى يعتبر هو الترجمه الفعليه لاهداف المنهج وهو ايضا بمثابه العقد المبرم بين التلميذ والمعلم. الكتاب كما قلنا من قبل يلزمه مرشد او دليل لتفسيره واقتراح الانشطه التى بواسطتها تساعد المعلم على تحديث استراتيجيته فى التدريس ومن ثم تبسيط المعلومه للتلميذ. بمعنى اخر انه لابد من وجود كتاب للتلميذ واخر للمعلم كلا منهم يتنبى نفس الاهداف ونفس الموضوعات ويكون برنامج  اعداد المعلم مرتبط بالكتابين. اذا تأملنا الكتب المدرسيه فى التعليم المصرى نجدها عباره عن محتويات مجرده تبعد كل البعد عن بيئه التلميذ وحياته اليوميه وتبتعد ايضا عن التطبيق. المهم فى الكتاب لدينا ان يقوم التلميذ بحفظه عن ظهر قلب حتى يجتاز الاختبار ويحصل على درجات متقدمه لا تعبر عن مستواه فى الفهم والتحصيل بل تعبر عن مدى القدره على الحفظ.

 

المعلم وهو من اهم العناصر واخطرها فى العمليه التعليميه. هذا المعلم الذى تربى منذ صغره فى نظام تلقينى للمعلومات وذهب الى كليه التربيه لانه لم يستطع اللحاق باى من كليات القمه(لاعتباره  مهنه التدريس من المهن عديمه القيمه )  ليصطدم بواقع اصعب وهو اعداده قبل الخدمه فى كليه التربيه... وهذه الاخيره اذا تحدثنا عن مشكلات الاعداد بها لسردنا مجلدات ولا يكفيها مقال. طالب كليه التربيه يمر باربع سنوات يتم استنزافه فيها ماديا ومعنويا وفكريا. المهم فى الاربع سنوات ان يقوم بشراء كتاب الدكتور والا لا توجد له اعمال سنه او يمكنه الرسوب احيانا.. ومعنويا حيث انه يجد هذا السلوك المادى من اساتذه التربيه الذين هم مسئولون عن تخريج الدفعات المسئوله عن تشكيل عقول ابنائنا.. وفكريا حيث اننا لو نظرنا الى المحتوى العلمى المقدم وخاصه فى المجال التربوى تجده محتوى عقيم وقديم ولا يتبى استراتيجيات او نظريات حديثه ويبعد عن التطبيق ويميل ايضا الى الحفظ والتلقين. فلماذا اذا نندهش من معلم يجبر ابنائنا على الدروس الخصوصيه ويكون فارغ فكريا ولا توجد لديه اى انتماء او حب لمهنه التدريس.

 

اخيرا اساليب التقويم.. اذا كان التدريس هو تدريس بلا منطق او فلسفه ويعتمد على التلقين والحفظ فأن نظام التقييم ايضا سواء فى المدارس او كليات التربيه هو اداه لقياس الحفظ.

 

فى النهايه يمكنا ان نقول اننا لابد ان لا نندهش عندما نجد التعليم المصرى يرسب فى معيار الجوده العالمى .. بل هى نتيجه لتراكمات واخطاء يمكن تداركها حتى وان احتاجت الكثير من الوقت الا اننا لابد ان نبدأ.

---------------

دكتوراه فى علوم التربيه – كليه العلوم التربويه

جامعه شيربروك - كندا