رئيس حزب الوفد
د.عبد السند يمامة
رئيس مجلس الإدارة
د.أيمن محسب
رئيس التحرير
د. وجدى زين الدين
رئيس حزب الوفد
د.عبد السند يمامة
رئيس مجلس الإدارة
د.أيمن محسب
رئيس التحرير
د. وجدى زين الدين

بين السطور

يا لها من رهبة لا تعادلها رهبة، فالدخول لأى محراب سواء كان محراب دين أو علم له رهبة وقدسية عالية لمن يعى القيمة المرجوة منهما.. فالأول يكون الدخول له يتسم بالخشوع والخنوع الممزوج بالرهبة من استحضار عظمة الخالق أثناء تأدية المناسك الدينية. ولا يقل الدخول إلى محراب العلم رهبة عن محراب الدين كما ذكرت لمن يعى هذه القدسية، فهذا ما تعلمناه على أيدى معلمينا وأبوينا وما تم غرسه فينا من حب واحترام لقدسية هذه الاماكن.

هذه المقدمة سردتها حتى أدخل للب الموضوع الأساس وما رأيته بأم عينى أثناء مناقشة رسالة الماجستير للباحث الطالب لدرجة الماجيستر الزميل والصديق وجدى زين الدين الكاتب الصحفى فى رسالته التى قدمها بكلية الأداب جامعة القاهرة والتى أبحر فيها برحلة شاقة قضاها بين صفحات المئات من الصحف والمجلات والكتب رصد خلالها فترة ما بعد ثورة يوليو 1952 حتى عام النكسة، كانت بعنوان اتجاهات النقد فى الصحافة الأدبية المصرية فى هذه الحقبة التى تلت ثورة الضباط الأحرار ورصده الدقيق بصبر شديد فى البحث والتحرى عن هذه الفترة.

ان ما شاهدناه من تحول الزميل وجدى إلى طالب وجلوسه امام اساتذته فى خشوع وتلقى العلم وكذلك قبيل مناقشة الرسالة, بدقائق ووقوفه أمام استاذه وصديقة وابن بلدته بدمياط وأستاذنا رئيس التحرير الأسبق الكاتب الصحفى عباس الطرابيلى تشعر كأنما أب يؤازر ابنه ويهدئ من روعه ويناقشه فى بعض الملاحظات التاريخية.. تشعرك بأن رئيس التحرير الحالى صاحب الرسالة ليس سوى طالب علم يتلقاه بشغف وبرهبة من أساتذته واحترامهم مما حدا بهم من فرط إنصاته لتلقى المعلومة العلمية أن تقول عنه لجنة المناقشة المكونة من العلماء الأساتذة والشاعر والناقد الدكتورأحمد شمس الدين حجاجى رئيساً ومناقشاً محمد أبوالفضل بدران نائب رئيس جامعة جنوب الوادى مناقشاً والدكتور حسين حمودة محمد مشرفاً، قالوا عن الزميل الباحث انه مثال نادر فى الجدية واحترام العلم.

وعلى الرغم من أن حضورنا معه لمؤازرته ومشاركته فرحته العلمية وهى اسمى فرحة انتابتنى رهبة لقدسية جلسة العلم ووجدت أن اصدقائى وزملائى انتابهم نفس الشعور وتملكتنا جميعا لحظات انتظار رهيبة وكأننا جميعا نبدأ بعد لحظات الامتحان ومنذ لحظة جلوسنا على المقاعد وحتى بداية المناقشة على الرغم مماوصلنا اليه من مرحلة مهنية وعمرية، سرعان ما تبددت تلك الرهبة عقب دخول العلماء الـ3 أعضاء اللجنة الذين ناقشوا الباحث وجدى زين الدين فى موضوع رسالته العلمية التى ترد الاعتبار للصحافة الأدبية، حتى تحول استماعنا للمناقشة إلى استمتاع جميل.

لقد اخذتنا اللجنة بذكاء العلماء من أنفسنا ونقلتنا بعيدا عن رهبتنا التى تملكتنا وتحول بعضنا إلى مشاركين احيانا ومستمتعين بأحاديث أعضاء اللجنة العلماء اثناء مناقشاتهم للباحث فقد استمتعنا بتلك المناقشة التى تحولت إلى أمسية ثقافية. وقد كان وجودنا أثناء المناقشة وأنا بصفة خاصة كالجائع والعطشان الذى تناول وجبة مشبعة بها فوائد جمة سدت رمقه وجوعه ولوعه ومن الله عليه بشراب فارتوت عروقه وجرت فيها الحياة من جديد.

كانت جلسة علم وعلماء أعادت إلى أذهاننا علم الزمن الجميل، فتحية لهؤلاء العلماء الثلاثة وتحية للكاتب الصحفى وجدى زين الدين الباحث فى موضوع جديد أمتعنا جميعاً وتحية لأستاذنا الجليل عباس الطرابيلى رئيس التحرير الأسبق.. وبحق فقد قضينا ليلة بألف ليلة وحقا كما قال الرسول الكريم صلى الله عليه وسلم إن مجلس علم خير من عبادة 40عاماً والله اعلم.

[email protected]