رئيس حزب الوفد
د.عبد السند يمامة
رئيس مجلس الإدارة
د.أيمن محسب
رئيس التحرير
د. وجدى زين الدين
رئيس حزب الوفد
د.عبد السند يمامة
رئيس مجلس الإدارة
د.أيمن محسب
رئيس التحرير
د. وجدى زين الدين

لله والوطن

الآن .. نقولها بصدق .. ولوجه الله .. ثم الوطن .. نقول: نحن لا نعي .. كمصريين .. حجم وطبيعة الخطر الذي يتهدد بلادنا .. ويزداد عنفا وتأثيرا ..كلما أظهرت مصر وقيادتها قوة وصلادة .. وتصديا واعيا لكل المخططات الشيطانية .. والمجنونة .. التي تستهدف ـ بأي وسيلة ـ تنفيذ المؤامرة الكبرى لتفجير منطقة الشرق الأوسط بالكامل .. وتفتيتها .. وإعادة رسم حدودها وفق معايير وأسس دينية وعرقية وطائفية وعنصرية .. تحقق مصالح ونفوذ القوى العظمى التي يعاد الآن تشكيل خرائطها .. ويحتدم صراعها فيما يبدو وكأن العالم على شفا حرب عالمية ثالثة مدمرة .. لو تفجرت شرارتها ستباد شعوب كاملة وتختفي دول .. وتدمر حضارات.

•• صحيح ..

أنه في ظل التطور الهائل لأسلحة الدمار وأدوات الصراع .. أضحت فكرة اندلاع حرب عالمية ثالثة .. بالمفهوم الكلاسيكي .. أي مفهوم المواجهات العسكرية المباشرة .. ضربا من ضروب الوهم والخيال .. والمستحيل.

لكن .. لا يعني ذلك أن ليس هناك خطر كبير قائم بالفعل ..على مثلنا .. من الدول التي تمثل «ساحات الحروب» لهذه القوى المتصارعة .. بل العكس هو المؤكد والصحيح .. فهذا الخطر يزداد كلما كانت احتمالات المواجهة المدمرة قريبة .. وقائمة .. لأن هذه القوى عندما تجنح في النهاية الى التفاهم والتقارب والحوار .. اتقاء للدمار .. سندفع نحن وغيرنا من دول مناطق الصراع والنفوذ لتكلفة الباهظة .. لإعادة سيوف القتال .. المشهرة .. الى مغامدها.

•• نقول:

اننا .. كشعب .. وقد يكون معظمنا وليس جميعنا .. لا نعي هذا الخطر الرهيب .. وإذا أردت أن تتأكد بنفسك من ذلك .. فانظر فيما نحن غارقون؟.. في  جدل عقيم .. وصراعات وأزمات يومية مفتعلة .. وعشوائية .. حول: من الأحق بماذا؟ .. ومن المخطئ ومن المصيب؟ .. ماذا يدخل جيوبنا؟ .. ومن أين؟ ..نأكل ماذا ؟ .. وبكم؟ .. هل نزرع الأرز أم نستورده؟ .. لماذا يبنون سورا عظيما حول العاصمة الإدارية؟ .. هل أهدرت الدولة الأموال في مشروعات البنية الأساسية بدلا من أن تشتري بها القمح والبنزين؟.. هل نطلق لحانا أم نحلقها؟.. لماذا يكره الأهلاوية الزملكاوية أو العكس؟.. وكيف ننتقم من راموس السفاح الذي ملخ كتف حبيبنا صلا؟!

•• يحدث كل ذلك ..

بينما يتساقط العشرات والمئات من خيرة شبابنا وأعز رجالنا .. في ساحات الشرف والقتال .. في سيناء .. ما بين شهداء وجرحى في مواجة عصابات الخسة والغدر والإرهاب .. ولا أحد من كتائب التحريض والإحباط  يجرؤ أن يجيب على السؤال: ماذا لو لم يكن في مصر جيش قادر على مواجهة هؤلاء المجرمين .. ومحاصرتهم في أوكارهم؟ وماذا لدى من يدعون الى «هدم المؤسسة العسكرية» ليمنعوا هؤلاء الذين يرتكبون جرائم الذبح والقتل والتخريب والتدمير..باسم الدين .. من الوصول الى بيوتنا جميعا؟!

•• إن غياب الوعي بهذا الخطر ربما يكون أشد خطرا من خطر الإرهاب نفسه ومن خطر المؤامرات الشيطانية القادمة الينا من الخارج.