رئيس حزب الوفد
د.عبد السند يمامة
رئيس مجلس الإدارة
د.أيمن محسب
رئيس التحرير
د. وجدى زين الدين
رئيس حزب الوفد
د.عبد السند يمامة
رئيس مجلس الإدارة
د.أيمن محسب
رئيس التحرير
د. وجدى زين الدين

حكاية وطن

بعد 72 ساعة تبدأ امتحانات الثانوية العامة، والمفروض أنه اختيار لا أكثر ولا أقل يؤهل الطلاب الذين يجتازونه بنجاح لاستكمال دراستهم الجامعية من خلال مكتب التنسيق الذى يقوم بتوزيعهم على الكليات المختلفة حسب مجموع الدرجات التى يحصل عليها الطالب وحسب حاجة كل كلية من الطلاب، فما الذى حوَّل الثانوية العامة إلى «بعبع» يدب الرعب فى قلوب أسر أكثر من 600 ألف طالب متقدمين للثانوية العامة، وإلى ماراثون وشبح إلى آخر المصطلحات التى تعودنا عليها كل عام.

لا داعى لجو الرعب الذى وضعت فيه وزارة التربية والتعليم، طلاب الثانوية العامة من تحذيرات وتهديدات افترضت فيهم أنهم غشاشون إلى أن يثبتوا العكس، فالأخبار المتواترة عن قطاع التعليم العام ورئاسة امتحانات الثانوية العامة مرعبة ومخيفة لأبنائنا الطلاب وكأنها فى معركة معهم، فهناك 20 توصية لرؤساء اللجان تضعهم فى مواجهة مع طلاب الثانوية العامة، وتوجيهات بتكليف أعضاء شئون قانونية فى اللجان جاهزة للتحقيق مع أى طالب، وتعليمات جاهزة للتعليق فى اللجان تتحدث عن الحبس والغرامة للطلاب الغشاشين والذين يسربون الامتحانات والذين يحوزون الموبايلات حتى ولو كانت مغلقة، هل هذا التكثيف من الجو المرعب يساعد الطلاب على التركيز فى الامتحانات، ويهيئ لهم الجو المناسب للإجابة عن أسئلة الامتحانات؟ لماذا نفترض فى أبنائنا الطلاب أنهم بلطجية، يتوجهون للامتحانات من أجل الشغب، والغش، وتمزيق أوراق الإجابة، وتسريب الأسئلة، والخروج عن القواعد العامة للامتحانات؟!

طبعًا الغش مرفوض، والطالب الغشاش لا يستحق أن يكون مسئولًا فى المستقبل، كما أنه يحصل بدون حق على فرصة زميله المجتهد الذى يعتمد على نفسه ومجهوده، ولكن هذا الكم من الأخبار المتلاحقة التى تحمل العداء للطلاب لا تشجع على توفير المناخ المناسب للطالب، لماذا لا تتحدث وزارة التربية والتعليم عن تهيئة الجو المناسب للطلاب داخل لجان الامتحانات فى ظل درجة الحرارة العالية وخلال صيام رمضان، لماذا نضعهم فى عداء مع المراقبين ورؤساء اللجان، ونجعلهم محل عدم ثقة فيهم، ونفترض أنهم غشاشون، لماذا لا تتحدث وزارة التربية والتعليم عن توفير العامل النفسى المناسب للطلاب، مثل إجراءات الإسعافات للطلاب عند تعرض أحدهم لأزمة صحية فى ظل الصيام، وكيفية التعامل مع هذه الحالات، لماذا لا تحدثنا عن وجود أطباء معالجين، ونفسيين لمتابعة أي حالة طارئة، ونحن مع وضع إجراءات لمواجهة أية احتمالات تؤدى إلى الإخلال بنظام الامتحانات، ولكن لا يتم التذكير بها باستمرار والتكثيف من نشرها فى فترة الاستعداد للامتحانات حتى لا يخرج الطلاب عن تركيزهم، وتضاعف من حالة التوتر لديهم، مفروض أن نثق فى الطلاب، وفى نفس الوقت نشدد على غير الملتزمين منهم، يكفى أن نطرح هذه التوجيهات المغلظة بالتشديد مرة واحدة، أو توزع على الطلاب مع أرقام الجلوس، ليكون الطالب على علم بالإجراء الذى يتخذ معه فى حالة إخلاله بالامتحانات، هناك تسريبات بالفعل تمت فى السابق لامتحانات الثانوية العامة، وهناك حالات غش وقعت رغم التشديدات على اللجان، وهذا يدعو إلى تغيير أسلوب المواجهة العنيف مع الطلاب لا تكثيف وسائل الرعب.

أمس الأول بدأت امتحانات الثانوية الأزهرية ولم تصاحبها ضجة الثانوية العامة رغم أنها شهادة تؤهل الطالب للالتحاق بالجامعة مثل الثانوية العامة، ولقد أعجبنى تصريح للدكتور عباس شومان وكيل الأزهر عندما أوصى المراقبين ورؤساء اللجان بالطلاب، وتوفير الهدوء الكامل لهم ومراعاة ظروف الصيام والأجواء الحارة التى لا تحتمل أي إثارة أو ضغط زائد، وقال لسنا فى حرب ضد أولادنا الطلاب، وفى نفس الوقت شدد على ضرورة ضبط الامتحان الذى لا تراجع عنه، نرجو أن ينقل هذا الوعي إلى وزارة التربية والتعليم، وتراعي ظروف طلاب الثانوية العامة، وفى نفس الوقت تمنع الغش الذى نرفضه جميعًا ولكن ليس بالتهديد الذى يرعب الطلاب.