رئيس حزب الوفد
د.عبد السند يمامة
رئيس مجلس الإدارة
د.أيمن محسب
رئيس التحرير
د. وجدى زين الدين
رئيس حزب الوفد
د.عبد السند يمامة
رئيس مجلس الإدارة
د.أيمن محسب
رئيس التحرير
د. وجدى زين الدين

إشراقة عربية

 

ترى لو اقتنع حكام دول مجلس التعاون الخليجى بقبول اليمن عضواً فى مجلسهم إبان طلب الرئيس الراحل على صالح كان هذا مصير اليمن والمجلس حالياً؟!

وأيضاً لو كان على صالح رحمة الله عليه وفياً لعهوده، وحافظا لوعوده ومقدرا لمن حموه من مجلس التعاون، كان هذا المصير الذى وصل إليه اليمن أو على صالح نفسه؟!

فى السياسية لا يوجد لو بل يوجد ممكن، ولكن مع لو نجد الامتناع للوجوب فى اللغة، ومع هذا كان هناك من ينتظر أن يخرج على صالح من عباءة السعودية حتى لو بالخيانة، ووجد من يغريه أو تصور صالح أنه يمكن أن يخدعه، ويستعيد اليمن لنفسه مرة أخرى، ولكن لأن الحوثى من نفس طينة دهاء على صالح، فقرر الانتهاء منه بعد أن وظف قوة صالح العسكرية لإكمال إحكام السيطرة على صنعاء والمناطق الحيوية فى اليمن.

وبعد أن تصور الحوثى أنه وعناصر القاعدة وأيضاً قوة الإخوان المتربصة للجميع، ودعم إيران سوف يلتهمون اليمن لتصفية حسابات قديمة، مع النظام ومع جارتهم الكبرى، وتهديدها لحساب إيران عبر الصواريخ الباليستية، وجدوا أن الحسبة تتغير وقواعد اللعب تتبدل، وإيران الحليف الأكبر فى مأزق بعد انسحاب أمريكا من الاتفاق النووى، وأن قوتهم الميدانية حساباتها أيضاً تتغير بعد أن كشرت قوات التحالف العربى بقيادة السعودية عن أنيابها، ودخلت فى حملة تطهير للساحل الغربى، وتقترب من الحديدة، وتقود العمليات مع الجيش اليمنى، القوات الإماراتية، والتى تقاتل بقوة، وقوات المقاومة اليمنية وقوات العمالقة، وقوات صالح التى يقودها العقيد طارق صالح، أى أن الجيش اليمنى الموالى لصالح انضم للجيش اليمنى تحت راية التحالف.

والمدهش أن الحوثى يفكر بنهج إيرانى عال، ويطالب ممثل الأمم المتحدة بالتدخل، حتى يستطيع الحوثى أن يحجز لنفسه مقعدا فى أى تسوية سياسية محتملة، أو يفرضها الحوثى فى حال استمراره فى القتال، وبنفس الطريقة التى لعب بها الحوثى على ممثل الأمم المتحدة السابق ولد الشيخ، بهدف إضاعة الوقت أو طرح بديل يسهم بوجود الحوثى فى اليمن بعد التوصل إلى حل سياسى.

اليمنيون الآن ينتظرون نتائج العمليات العسكرية، والمزيد من فرار أو سقوط الحوثى، ومن ثم خروجه من العملية السياسية إذا استمر فى القتال، أما إذا أوقف القتال وطلب التفاوض، فهنا الذكاء السياسى الإيرانى سيكون حاضراً، لأن إيران لا تريد للحوثى أن يخرج من اللعبة اليمنية أو يخرج من اليمن، وأنها تريده أن يظل لتستطيع تهديد مكة أو الرياض، ويظل التمدد الإيرانى قائماً، وفى ظنى أن السياسة السعودية لن ترضى باستمرار الحوثى، لأن استمراره كما قلنا استمرار لإيران وهذا ما ترفضه الرياض.

الأيام المقبلة بعد تحرير الساحل الغربى بالكامل، والتوجه إلى صنعاء، سوف يضع نقاطاً كثيرة فوق حروف مبعثرة، ولا تستدعى لو أو ممكن، بل ستفرض واقعاً يمنياً جديداً.