عاجل
رئيس حزب الوفد
د.عبد السند يمامة
رئيس مجلس الإدارة
د.أيمن محسب
رئيس التحرير
د. وجدى زين الدين
رئيس حزب الوفد
د.عبد السند يمامة
رئيس مجلس الإدارة
د.أيمن محسب
رئيس التحرير
د. وجدى زين الدين

الشعب يريد

يشعر كل مصرى بعدم الارتياح لحال الأحزاب المصرية، وما يسودها من تخبط وآراء تدعو إلى الدهشة، وكأننا نعود للماضى القريب الذى كان يفرض شرطاً بأن يجعل الأحزاب كلها نسخة واحدة، وأن يتضمن برنامجها الموافقة على المبادئ المنصوص عليها بقانون الأحزاب وكل حزب يبحث عن طرق يتحايل بها على هذه الشروط وفى كل التجارب الحزبية بالعالم مئات الأحزاب تطفو على السطح ويعمل منها على الأرض حزبان أو أكثر فيما لا يزيد على سبعة أحزاب على سبيل المثال، ويتم بهما تداول السلطة وتشكيل الحكومة بحزب واحد أو ائتلاف حزبى، وفى أصعب الظروف عشنا سياسة الحزب الوطنى المنحل، حيث كان حزباً للأغلبية وبجواره أحزاب تكافح من أجل المشاركة السياسية، وتعمل فى أصعب الظروف وكان يعانى كثيراً، وهو حزب الأغلبية ويرأسه رئيس الجمهورية من نائب واحد ربما يمثل حزباً للأقلية السياسية.

ولنتذكر أن النائب السابق البدرى فرغلى ممثل حزب التجمع الذى أسسه المناضل خالد محيى الدين عليه رحمة الله كان يقلق الحكومة ويربكها ويجبرها على السهر بالبرلمان حتى الثالثة صباحاً عندما يستجوب وزيراً، وكان أكبر مثال على ذلك استجواباته لوزير الثقافة الفنان فاروق حسنى، وكم سهرت حكومات تستمع للبدرى فرغلى حتى الفجر وهم أحياء يرزقون والحمد لله.. كما كان نواب الوفد يقيمون الدنيا ويحدثون التوازن المطلوب دائماً حتى مع أعتى المعارضين، وكم لعبوا مع وعلى نواب الإخوان المسلمين واستغلوه عن طريق «ضرب العصافير بحجر واحد» أو «اضرب وتلقى» أكثر من مرة بسبب النائب المحترم محمد لبيب أحد قادة ثورة يوليو ومحافظ بنى سويف السابق عليه رحمة الله وكثيرين من نواب أحزاب كبيرة على الأرض وتواجدها مؤثر بالشارع السياسى ولكنها تمثل أقلية برلمانية تحتفظ بثوابتها وبمبادئها وتنفع الناس، حتى عندما اندمج شخصيات غير وفدية مع حزب الوفد لم تستطع البقاء وعادت لأحزابها التى تؤمن بمبادئها، ومنهم العالم الجليل والسياسى الجرىء د. محمد حلمى مراد وزير التعليم سابقاً وصاحب بيان 30 مارس إبان حكم عبدالناصر عندما انضم لحزب الوفد، وكان نائباً له تحت القبة سرعان ما عاد لحزب الشعب امتداد مصر الفتاة قبل ثورة يوليو، وكان رحمه الله بكتاباته وثوابت فكره ونزاهته وقول الحق أكبر من أى حزب تحت قبة البرلمان.. والمهم أن يعمل الحزب بالشارع ومع الناس وهى معادلة بسيطة جداً وسهلة التنفيذ ويحتاجها المواطن وهى جواز السفر لأى حزب يطمع فى أغلبية برلمانية أو حتى هيئة برلمانية لها ثقلها تحت القبة لو خلصت النوايا وابتعدنا عن الشخصنة السياسية، والأهم أن نجد سياسيين مؤثرين للحفاظ على السفينة من الجنوح أو الانفصال عن الشعب، ولا ينكر أى منصف أن الرئيس الأسبق حسنى مبارك كان لديه كمال الشاذلى رحمه الله ود. فتحى سرور ود. محمد عبداللاه وآخرون يحدثون التوازن المطلوب دائماً حتى مع أعتى المعارضين وكم لعبوا مع وعلى نواب الإخوان واستغلوا عن طريق «ضرب العصافير بحجر واحد» أو «اضرب وتلقى»، ومن قبلهم كان كل من المرحوم د. فؤاد محيى الدين وعبدالحميد رضوان والمستشار موسى أبوحرام ود. عبدالأحد جمال الدين وعلى رأسهم د. رفعت المحجوب، مشكلة الأحزاب الآن أنها تخلو من السياسيين وأيضاً مشكلة الوزارة والإعلام.. وأعان الله الرئيس السيسى وبعض الوزراء الناجحين ويفتقدون المساندة سياسياً وإعلامياً.

كتبت ما سبق بعدما قرأت تصريحاً للنائب محمد السويدى، رئيس ائتلاف دعم مصر عن أن حق أى حزب تأسيس كيانات وضم قيادات له من أجل سد الفراغ السياسى الموجود حالياً، وأن دور الائتلاف توعية المجتمع بالمشاركة السياسية ومحذراً النواب من الوقوع فى أى خطأ قانونى أو دستورى بشأن تحويل الصفة الحزبية ودعا زملاءه النواب للالتزام بالدستور، موضحاً أن قضية مستقبل وطن تستلزم تحرى الدقى وعدم إثارة جدل وخلاف ليس موجوداً حول اندماج مستقبل وطن مع جمعية كلنا معاً من أجل مصر.

برافو.. محمد السويدى وعلى الجميع التروى لنصل جميعاً إلى بر الأمان فى أصعب فترات يمر بها الوطن وحمى الله مصرنا وبارك لنا ونصرنا على الإرهاب والتحديات السياسية الإقليمية من حولنا وتحديات الاقتصاد التى بدأت بشائر الإصلاح تظهر لنا، وأعاننا الله شعباً ورئيساً للمرور من عنق الزجاجة.. اللهم أمين.

رحم الله العالم والسياسى د. على لطفى المتفائل دائماً وأستاذ العمل فى الظروف الصعبة ومحاصرة الفاشلين له ومدمنى الوقيعة بينه وبين القيادات السياسية، ولهذا لم يكن يمكث كثيراً فى منصب ولكنه ترك تلاميذ يحفظون العهد وينشرون العلم ويتحلون بالقيم والأخلاق بعدما انقلب حال المجتمع، وكان رحمه الله يتساءل ماذا حدث للمصريين؟

ورحم الله من مات وهدى من بقى.