رئيس حزب الوفد
د.عبد السند يمامة
رئيس مجلس الإدارة
د.أيمن محسب
رئيس التحرير
د. وجدى زين الدين
رئيس حزب الوفد
د.عبد السند يمامة
رئيس مجلس الإدارة
د.أيمن محسب
رئيس التحرير
د. وجدى زين الدين

هموم وطن

كنت مدعواً على الإفطار منذ يومين بمنطقة الشيخ زايد بأكتوبر وتجولت بالسيارة بعد الإفطار أنا ومن معى فى شوارعها الجميلة وأنوارها المبهجة وهوائها الخإلى من الأتربة والأدخنة والعوادم وعلى قدر سعادتى بهذه الرحلة على قدر حسدى المحمود لأهإلى هذه المنطقة المحظوظين وبمجرد خروجى من أكتوبر باتجاه الطريق الصحراوى الممتع فى القيادة عليه واتجاهى لمنطقة المريوطية بدأت المتعة تتلاشى شيئاً فشيئاً حتى اقتربت من حدود مركز البدرشين مسقط رأسى ومسقط رأس سيادة المحافظ سابقاً  وبدأ القلق والاضطراب يتسرب إلى ودار حوار مكتوم مع نفسى أعاتبها وأوبخها على سماحها لى بالخروج من الدار الذى قلل من المقدار ودخلت فى مرحلة اللوم لماذا خرجت من دارى وشوارع قريتى المنكوبة مزغونة والمحسوبة على نفس المحافظة وأهلها يتمتعون بنفس الجنسية ويدفعون نفس الضرائب وربما أكثر وأخذت ألوم نفسى أيضاً لماذا لم أفعل مثل ما فعل زملائى فى المهنة الذين تركوا قراهم واستشرفوا المستقبل قبلى وحجزوا وحدات سكنية فى القاهرة والمدن الجديدة وأهمها أكتوبر، وأنا على هذا الحال وتمضى بى سيارتى شيئاً فشيئاً وألمح أحد أعمدة الإنارة المضاءة على بعد كبير من الأعمدة المظلمة كى أتونس بها وأخرج من الحالة الموحشة التى سيطرت على أدائى فى القيادة خصوصاً الوصلة الفردية الممتدة من قريتى سقارة وميت رهينة وحتى قرية دهشور والتى تخلو من الإنارة رغم عنف سائقى سيارات الشاحنات العملاقة المحملة بالرمال والطفلة وتستخدم أنواراً قوية ومحظورة من المرور وتخطفك إلى الموت كلما اقتربت منها وشعرت أن سيارتك الضعيفة ستصبح بين عجلات الشاحنة العملاقة خلال ثوانٍ معدودة حيث يتلذذ قائدوها بالرعب الذى نراه وهم فى ارتفاع ومكانة تسمح لهم بذلك ما دامت المحافظة تخلت عن مشروع ازدواج الطريق نهائياً، وبين وصلة الرعب وقلة الإنارة واعتمادى على ذاكرتى المتواضعة التى تحفظ مكان كل المطبات والحفر عن ظهر قلب أجد نفسى بطلاً لأحد المسلسلات الدرامية وأنا ألمح شباباً يوقدون جذوع الأشجار بطريقة مخيفة أعادت إلى ذاكرتى أيام الانفلات الأمنى ووسط  سحب الدخان التى تحجب الرؤية والسيارات النقل القادمة من المحاجر والتى تقترب منك وتهدد حياتك وجدت شاباً ملقى على الأرض يقوم البعض بإسعافه وسط الظلام الذى ينبعث من أعمدة الإنارة والحرارة التى تنبعث من الأشجار المشتعلة وحرارة الجو الطبيعية وجدت سيارة ملاكى كان يقودها هذا الشاب المسكين قد سقطت فى منطقة حفر على جانب الطريق بالقرب من قرية منشأة دهشور اكتشفنا أنها تخص شركة مياه الشرب وممتدة لعدة كيلو مترات دون أن نرى علامة استرشادية واحده أو حتى إشارة فوسفورية بعد أن عزت علينا لمبات الأعمدة المطفأة وأشفقت على هذا الشاب الذى لم أستطع مساعدته فى جو الرعب الذى يخيم على المكان حمدت الله على سلامة الوصول وطلبت إعداد طعام إفطار آخر بعد أن تم هضم ما تناولته مع أصدقائى بفعل وصلة الرعب التى عشتها طوال هذه الليلة وشرعت فى صلاة العشاء والقيام وأنا أدعو على المسئولين الذين يتعاملون معنا بوصفنا مواطنين من الدرجة الثالثة وأضع فى رقبتهم عشرات الحوادث التى تقع على هذا الطريق.