رئيس حزب الوفد
د.عبد السند يمامة
رئيس مجلس الإدارة
د.أيمن محسب
رئيس التحرير
د. وجدى زين الدين
رئيس حزب الوفد
د.عبد السند يمامة
رئيس مجلس الإدارة
د.أيمن محسب
رئيس التحرير
د. وجدى زين الدين

«حسنة قليلة تمنع بلاوى كتير لله يا محسنين لله».. كل سنة وأنتم طيبين بدأ الموسم الرمضانى للشحاذة ومد الأيدى واللعب بكل الوسائل والاساليب المشروعة وغير المشروعة لابتزاز المشاهد المصرى وإجباره على الدفع كرهًا وغضبًا وخوفًا لهذه المؤسسات والجمعيات التى أصبحت دولة جديدة داخل الدولة المصرية وحكومة ظل تنافس حكومة المهندس إسماعيل شريف فى الصحة والمرافق والتعليم والثقافة والإعلام، فكم الإعلانات التى غطت وجهة الشاشة الرمضانية أصبح مستفزًا ومنفرًا للقاصى والدانى وهو يرسل رسائل سلبية عن المجتمع المصري الذى يعانى تلك الازدواجية الاقتصادية والفكرية بصورة غير مسبوقة بعد أن تحولت الشاشة فى رمضان إلى شركات وهيئات ومؤسسات وجمعيات أهلية فى ظاهرها استثمارية فى باطنها جميعها تنفق ملايين الجنيهات والدولارات فى اعلانات تملأ الشوارع والميادين والكبارى والطرق السريعة وصفحات الجرائد والانترنت وشبكات التواصل غير الساعات التى تعرض فيها من خلال جميع القنوات الخاصة والرسمية ليل نهار بلا كلل أو ملل عن التبرع لإطعام فقير أو بناء منزل لأسرة فى الصعيد أو العشوائيات أو مد مواسير مياه وصرف صحى لقرى مصرية أو بناء مدرسة لتعليم الصغار أو كرتونة رمضانية لإطعام أسر فقيرة أو معارض للملابس المستعملة او أموال لبناء مستشفى للقلب أو أخرى للصدر وثانية للحروق ورابعة للسرطان وخامسة للأطفال والسادسة للكبار أو مؤسسة تشفى العاجز وتعلم الجاهل و تنير عيون الضرير وتسكن الغلبان المسكين وتبنى بيتًا للمحتاجين وطرق ومياه وكهرباء للمصريين.. اعلانات عن مؤسسات تقوم بها شركة اعلانات كبرى تحتكر السوق المصرى كاملا وهى مفتاح الوصول إلى الاعلام وإلى المشاهد وإلى الجهات الرسمية فى الدولة تلك الشركة الكبرى للإعلانات هى التى تقرر حتى نوع الحملات التوعوية والسياسية التى تطرح للمصريين سواء عن الكهرباء أو المياه أو الانتخابات.. الاعلانات والشركة تتحكم أيضًا فى الدراما وفى الممثلين وأجورهم وفى الأعمال التى علينا ان نخضع ومتابعتها لانه لا يوجد بديل.. تلك الاعلانات تتعامل مع فنانين وممثلين ومطربين وملحنين وطقم كامل من الفنيين والمخرجين كل منهم يبرع ويبدع فى العمل الذى ما هو إلا شحاذة ومد ايد و فكر استهلاكى يعتمد على الطبقة الوسطى التى طحنتها الحياة بداية من رفع الدعم وأسعار الوقود و الكهرباء و المواصلات نهاية إلى ضريبة القيمة المضافة وإلى تعويم الجنيه المصرى وتحرير سعر الصرف أمام العملات الأجنبية وفقًا لأوامر ونواهى صندوق النقد الدولى دون أى مراعاة للبعد الاجتماعى وان أى إصلاح يحتاج إلى تدرج وإلى اجراءات شاملة وليس مجرد قرارات تأخذ من الطبقة الوسطى لصالح الفقراء والأغنياء الذين يستخدمون الاعلام للترويج لمصالحهم ومشروعاتهم حتى فى الشحاذة وطلب الأموال باسم الزكاة أو الصدقة أو التبرع. أما المجلس الأعلى للإعلام فإنه لم يقم بدوره المطلوب فى ضبط هذه الفوضى الاعلامية من حيث كم الاعلانات وطغيانها على الدراما وعلى البرامج وتكرارها ومدتها والمضامين التى ترسلها فى تغير السلوك والرأى العام والفكر والألفاظ التى تعلن والصورة الذهنية التى نريد ترسيخها فى وجدان المصريين عن مدى فقر وحاجة وعوز المجتمع وأيضًا عدم قدرة الحكومة والدولة على القيام بواجباتها تجاه المواطن دافع الضرائب وهذا الانقسام بين اعلانات عن منتجعات وقرى سياحية وسكنية لنجم أجنبى يرتدى حلقًا فى اذنيه وهو يروج للسياحة والسكن فى مصر.. وهنا يقع المشاهد فى صراع غير منطقى بين دولة تطلب المساعدة فى الصحة والتعليم والغذاء و فى ذات الوقت تروج للقصور والمنتجعات والكمبوند، والمشاهد حائر ضائع هل هذا هو الاعلام؟ و هل دور الإعلام هو تلك الحالة الضبابية الفكرية؟ أم أن الإعلام تنوير وتحفيز وتغيير للإنتاج و العمل و للبناء؟.. لله يا محسنين لله يا مشاهدين وكله بثوابه.