عاجل
رئيس حزب الوفد
د.عبد السند يمامة
رئيس مجلس الإدارة
د.أيمن محسب
رئيس التحرير
د. وجدى زين الدين
رئيس حزب الوفد
د.عبد السند يمامة
رئيس مجلس الإدارة
د.أيمن محسب
رئيس التحرير
د. وجدى زين الدين

هموم مصرية

تذكروا هذا التاريخ: 24 مايو 1960.. ففى هذا اليوم أصدر جمال عبدالناصر قانون تنظيم الصحافة.. وهو الاسم البراق لجريمة شنعاء سيطر فيها عبدالناصر على كل الصحف المصرية.. ليس فقط الكبرى «الأهرام» و«أخبار اليوم» و«دار الهلال» و«روزاليوسف» بل امتد الى الصحف الإقليمية الأهلية ولكن ليس بتأميمها ولكن بوضع العراقيل أمام استمرارها وتوارث الأبناء لها إذا رحل الآباء.. وبذلك سيطر عبدالناصر على كل مظاهر الإعلام، من صحف يومية ومجلات أسبوعية، بل وشهرية.. لكى يقول للشعب ما يريد.. دون أى رأى آخر.

وأعطى السلطان السلطة كاملة ـ لرجاله ـ ينشر ما يريد.. ويمنع كل ما يريده.. وأعطى هذا القرار اسماً براقاً هو تنظيم الصحافة، بينما الاسم الحقيقى هو تأميم الصحافة. وبذلك كان السلطان ـ وحده ـ يملك سلطة عزل وتعيين رؤساء التحرير ومديريها، بل لم يكن مسموحاً لأى واحد أن يعمل بالصحافة إلا بعد أن يصبح عضواً بالاتحاد القومى، ثم الاشتراكى بعد ذلك.. وبعد أن يقف أمام لجنة تمتحنه برئاسة رئيس محكمة الاستئناف وممثل للداخلية وآخر للاستعلامات!!

< واستغل="" عبدالناصر="" عدة="" أحداث="" لتبرير="" هذا="" التأميم="" مثلما="" حدث="" مع="" الشيخين="" سيف="" والفيل..="" وابن ="" حسن..="" وابحث="" عن="" تاتا="" زكى="" والسفاح ="" وغيرهما..="" ولأن="" رئيس="" الدولة="" نفسه="" كان="" هو="" من="" يعين="" رؤساء="" التحرير..="" وجدنا="" هؤلاء="" ـ="" لكى="" يحتفظوا="" بمقاعدهم="" ـ="" ينفذون="" تعليمات="" السلطان.="" وهكذا="" أصبحت="" كل="" هذه="" الصحف="" هى="" بوق="" السلطان..="" وكلها="" وكل="" ما="" تنشره="" عبارة="" عن="" نسخة="" واحدة="" مما="" كان="" تلتزم="" هذه="" الصحف="" بنشره..="" ولذلك="" لجأ="" المصرى="" الى="" إذاعة="" لندن="" يبحث="" لديها="" عن="" اخبار="" مصر..="" أما="" الصحف="" الأجنبية="" فكانت="" تدخل="" مصر="" ممزقة="" بعد="" إزالة="" أى="" أخبار="" قد="" يعرف="" منها="" المصرى="" بعض="" ما="" لا="" تنشره="" صحف="">

< وعاشت="" مصر="" بين="" عام="" 1960="" أزمة="" حقيقية="" فى="" حرية="" الصحافة.="" الكل="" يطبل="" ويدق="" على="" نغمة="" واحدة="" الى="" أن="" استيقظنا="" صباح="" يوم="" 5="" يونية="" 1967="" على="" الجريمة="" الأكبر..="" وهى="" هزيمة="" يونية="" التى="" حاول="" رجال="" السلطان="" تبريرها="" أو="" تبسيطها="" بإطلاق="" اسم="" النكسة..="" رغم="" أنها="" كانت="" هزيمة="" مكتملة="">

وللأسف كانت هذه الهزيمة سبباً فى تشديد الرقابة على الصحف.. وبات المصرى لا يعرف شيئاً عن بلاده.. وكان الرقيب يجلس معنا داخل صالة تحرير «الأخبار» يمنع ما يشاء.. وينشر فقط ما يتفق مع  رغبات السلطان.

< والطريف="" أنه="" بينما="" كانت="" صحافة="" مصر="" تموت="" كل="" يوم..="" كانت="" خزائن="" مصر="" مفتوحة="" على="" البحرى،="" يغدق="" أموالها="" على="" الصحف="" اللبنانية="" لتكون="" هى="" نافذة="" السلطان="" المصرى="" على="" الخارج..="" بل="" أنشئت="" فى="" بيروت="" صحف="" لبنانية="" لتدافع="" عن="" مصر..="" ولكن="" بأموال="" مصرية..="" وماتت="" ـ="" أو="" كادت="" ـ="" صحف ="" مصر="" التى="" كانت="" هى="" الأقوى..="" بالذات="" من="" عام="" 1950="" الى="" ثورة="" 23="">

وظلت الأفواه مكممة.. بفضل سطوة الرقابة.. وتحولت صحف مصر الى مجرد نشرات تسبح ـ فقط ـ بحمد السلطان وأعمال السلطان.

< وعاشت="" مصر="" فى="" غيبوبة="" وظلام="" دائمين..="" وكل="" ذلك="" بسبب="" تأميم="" الصحافة="" المصرية="" فى="" مثل="" هذا="" اليوم:="" 24="" مايو="" 1960="" وهو="" ما="" دفع="" الكثيرين="" من="" خيرة="" صحفيى="" مصر="" الى="" الهجرة="" والعمل="" فى="" دول="">