رئيس حزب الوفد
د.عبد السند يمامة
رئيس مجلس الإدارة
د.أيمن محسب
رئيس التحرير
د. وجدى زين الدين
رئيس حزب الوفد
د.عبد السند يمامة
رئيس مجلس الإدارة
د.أيمن محسب
رئيس التحرير
د. وجدى زين الدين

أحرص فى هذا الشهر الكريم على اعتزال كافة المسلسلات والبرامج والإعلانات التى تعقب المسلسلات وتتخللها وتسبقها وأنجو بنفسى فى شهر العبادة من أتون العرى والمشاهد الخادشة للحياء والحوارات المتدنية والألفاظ السوقية التى تقتحم علينا غرف معيشتنا ومضاجعنا دون استئذان أو إحم أو دستور، ولكن سطوة الأبناء خصوصاً وأنا أتناول طعام الإفطار تغلب على ولا أستطيع مقاومتهم وفاجأونى بحلقة من حلقات رامز جلال وهو يتلذذ بإرهاب إحدى الفنانات بالقطب الشمالى ومعه مجموعة كبيرة من مروضى النمور والدببة والمساعدين والكومبارس والمصورين ووو.. إلخ لإيقاع الفريسة فى حبائله وتعريضها للصدمة والمفاجأة التى تجعلها تخرج عن شعورها وتطلق شتائم وألفاظاً خادشة للحياء لتؤكد للمشاهدين أن ما حدث لها كان مفاجأة ولا تعلم عنها شيئاً ولا تعلم أنها حصلت على أجرها قبل خروجها من مصر وتعلم أيضاً أنها متوجهة لتشرب أحد مقالب هذا الممثل وتسعى ومعها رامز وفريق العمل لإقناعنا أنه مقلب وأى مقلب.. الوحيد الذى نشربه نحن المشاهدون من الإسفاف والاستخفاف بعقولنا.

وعلى النقيض من ذلك قادتنى نفس الظروف وسطوة الأبناء إلى مشاهدة برنامج الصدمة الذى يقدمه الفنان البارع كريم كوجاك ورأيت فى إحدى الحلقات كيف ينتزع أبطال العمل شهامة أبناء وطننا العربى حيال أى أزمة يتم طرحها، بصورة تخلو من الإسفاف والرعب وخرق الأعصاب التى يسببها لنا رامز جلال وتتجلى عبقرية أبطال العمل فى اختيار الموضوعات بعناية خصوصاً حلقة الشاب العاق لوالده والذى يوجه له السباب والإهانات أمام زبائن أحد المولات وكيف تدخل الأشخاص العاديون بمنتهى التلقائية للدفاع عن الوالد المسكين التى سقطت دموعه بفعل إهانات ابنه اللاذعة له ووصل الأمر إلى حد توبيخ الابن والتعدى عليه بل واحتضان الأب واحتوائه نكاية فى الابن العاق.

وهنا يظهر كريم كوجاك بوقار شديد ليقدم الشكر لأصحاب الشهامة والعتاب لمن تعاملوا بسلبية مع هذا الأمر، وتنتهى الحلقة والمشاهد يشعر باحترام آدميته وعدم الاستخفاف به وبأسرته، وما بين هذا وذاك وجدت أنه من واجبنا ككتاب وصحفيين وفنانين أن نعلى ونقدر البرامج الهادفة التى تقوم بتوصيل رسائل إيجابية للمشاهدين والتى لا تكلف منتجيها أو متابعيها الكثير من الوقت والجهد والمال، بخلاف برنامج المقالب الذى يخلو مما سبق وعلاوة على ذلك يكلف المنتجين عشرات الأضعاف بالمقارنة ببرنامج الصدمة أو البرامج المشابهة له، هذه المقارنة لا أريد من ورائها سوى إعلاء قيمة البرامج التى تهتم بالقيم والتقاليد الموروثة والمحترمة، والتصدى للبرامج التافهة والخالية من أى مضمون أو قيم والله من وراء القصد ورمضان كريم.