رئيس حزب الوفد
د.عبد السند يمامة
رئيس مجلس الإدارة
د.أيمن محسب
رئيس التحرير
د. وجدى زين الدين
رئيس حزب الوفد
د.عبد السند يمامة
رئيس مجلس الإدارة
د.أيمن محسب
رئيس التحرير
د. وجدى زين الدين

 

كان الله فى عون الوزير سامح شكرى، الذى يتابع ملفات ساخنة فى كل مكان، ويواجه حرائق مشتعلة فى كل اتجاه، ولا يكاد يجلس إلى ملف فى أثيوبيا، حتى يجد نفسه مشدودًا إلى حريق فى ليبيا!

وعندما طار أمس الأول إلى الجزائر، مدعوًا إلى لقاء مع وزيرى خارجية الجزائر وتونس، كان اللقاء جولة جديدة من جولات ممتدة بين ما يُسمى دول الجوار العربى مع ليبيا!

فالدول الثلاث.. مصر، والجزائر، وليبيا.. هى دول الجوار العربى مع ليبيا، وهى التى تعمل بكل ما تملك من أدوات، فى اتجاه دعم الدولة الليبية على المستوى السياسى، وعلى المستوى الأمنى، لعل العملية السياسية بين الليبيين تنجح، ولعل الأطراف المختلفة فى ليبيا تساعد نفسها قبل أن تنتظر مساعدة من الآخرين.. فليس من المتوقع أن يخاف أحد على مستقبل ليبيا، أكثر من الإخوة الليبيين أنفسهم!

إن الفراغ الذى حدث فى ليبيا بعد سقوط نظام العقيد القذافى، فراغ مخيف، وسوف تظل دول حلف شمال الأطلنطى، الشهيرة بدول الناتو، ملعونة فى كل كتاب، لأنها هى التى اندفعت تضرب القذافى وتضرب معه الدولة فى عام ٢٠١١، دون أن يكون هناك بديل يملأ الفراغ الذى ينشأ بالضرورة فى أعقاب سقوط أى حكومة، وفى أعقاب الإطاحة بأى نظام حكم!

وقد كان الفراغ الناشيء عن سقوط القذافى، بحجم الدولة الليبية ذاتها، التى تتوزع على ثلاثة أقاليم كبيرة.. كل إقليم فى حجم دولة.. والتى أيضًا تطل على البحر المتوسط بشاطيء يمتد من السلوم شرقًا، إلى حدود تونس غربًا، لأكثر من ٢٠٠٠ كيلو متر!

هذا الحجم الذى يوازى حجم دول مجتمعة، لا دولة واحدة.. وهذا الشاطيء الذى يمتد بهذا الطول.. وهذه الأراضى الليبية الغنية بالثروات الطبيعية.. كلها أنتجت فى النهاية فراغًا هائلًا، وأغرت كثيرين من أهل التطرف والعنف، بالمجيء لملء الفراغ!

وإذا لم يتوافق الأشقاء فى ليبيا على البدء فى عملية سياسية، لا تستثنى أحدًا من أبناء الوطن، وتنتهى إلى انتخابات تأتى بالذين يختارهم الناخب وحده، فسوف يظل يأتى من خارج الحدود مـنْ يزحف متسللًا ومحاولًا ملء الفراغ، بأشياء هى ضد مصلحة كل ليبى، وكل تونسى، وكل جزائرى، وكل عربى بالإجمال!

لا أظن أن لمصر مطامع فى ليبيا، ولا لتونس، ولا للجزائر، وأتصور أن كل ما تريده الدول الثلاث، هو أن تكون على الأراضى الليبية انتخابات، وأن تفرز العناصر الأصلح، وأن تقود إلى تشكيل حكومة تستطيع إحكام السيطرة على حدود الدولة ضد كل متسلل سواء كان فردًا، أو جماعة، أو حتى دولة!

ليبيا ليست همًا ليبيًا فقط، ولكنها هم مصرى تونسى جزائرى مشترك.. غير أن البداية من الداخل الليبى قبل أن تكون من عند الجيران!