عاجل
رئيس حزب الوفد
د.عبد السند يمامة
رئيس مجلس الإدارة
د.أيمن محسب
رئيس التحرير
د. وجدى زين الدين
رئيس حزب الوفد
د.عبد السند يمامة
رئيس مجلس الإدارة
د.أيمن محسب
رئيس التحرير
د. وجدى زين الدين

هموم مصرية

 

كان الرئيس السيسى رحيماً بالموظفين، عندما تناول موضوع تضخم عدد الموظفين فى الدولة المصرية.. وكان ذلك خلال اجاباته فى حلقة اسأل الرئيس..

قال الرئيس  ان فى مصر الآن ما يتراوح عدده بين ستة ملايين  وسبعة ملايين بينما كل ما يحتاجه الجهاز الادارى للدولة لا يزيد على مليون موظف.. وقضية تضخم «عدد الموظفين» تقلق المسئولين بما يمثله من أعباء على الدولة تتمثل فى المرتبات ـ والحوافز.. وأيضاً ما تتحمله الدولة من صرف معاشاتهم، بعد الستين..  ويمثل بند الأجور فى الموازنة العامة للدولة جزءاً كبيراً يجعل يد الدولة مغلولة إذا أرادت تطوير نفسها.. وأكبر مثال كم لمرتبات العاملين فى التعليم.. وكم لمشروعات  تطوير العملية التعليمية نفسها.

< وشكوى="" الرئيس="" بالتلميح="" ـ="" دون="" ذكر="" حقيقة="" المشكلة="" ـ="" فى="" محلها="" تماماً..="" إذ="" يعتبر="" جهازنا="" الادارى="" هو="" الأكبر="" على="" مستوى="" العالم،="" بالنسبة="" لعدد="" السكان..="" وكان="" تعيين="" الخريجين="" ـ="" فى="" العصر="" الناصرى ="" وسيلة="" لإرضاء="" الناس..="" وكان="" الكل="" ينتظرون="" ـ="" طوال="" الستينيات="" ـ="" جواب="" القوى="" العاملة..="" ليصبحوا="" من="" موظفى="" الدولة.="" يقبضون..="" دون="" أن="" يعملوا="" وتلك="" هى="" المشكلة="" الأخطر..="" وهى="" التى="" أسهمت="" فى="" تدمير="" شركات="" القطاع="" العام="" بتضخم="" عدد="" العاملين="">

وحتى نغير من هذه التركيبة لابد من تغيير عقلية المواطن المصرى الذى يحلم ـ طول عمره ـ بتراب الميري، أى الوظيفة الميري.. لأن معظم الموظفين يقبضون دون أن يقدموا انتاجاً حقيقياً يقاس بما يحصلون  عليه من أجور وتلك معركة قديمة تعود إلى آلاف السنين.. وليس فقط بعشرات السنين..

< والحل="" هو="" تقليل="" عدد="" هؤلاء="" إلى="" الحد="" الأدنى ="" الذى="" يتولى="" «ادارة»="" أعمال="" الحكومة..="" والوسيلة="" هنا="" هى="" وقف="" أو="" تقليص="" عدد="" الموظفين="" فى="" الدولة="" من="" ناحية="" والانتظار="" لحين="" خروج="" من="" يصل="" عمره="" الى="" الستين="" إلى="" المعاش="" ـ="" وأمامنا="" مثالاً="" الجهاز="" الادارى="" فى="" اتحاد="" الاذاعة="" والتليفزيون="" «ماسبيرو»="" فهل="" تنتظر="" الدولة="" أن="" يصل="" هؤلاء="" وغيرهم="" إلى="" سن="" الستين؟!="" قد="" يرى="" البعض="" فى="" ذلك="" حلاً..="" ولكنه="" يحتاج="" الى="" سنوات="" عديدة="" قادمة="" ليتحقق="" ذلك="" ويتقلص="">

وأمس قالت الصحف إن حوالى 400 ألف موظف سيحالون الى المعاش فى العام الحالي.. وبالتالى تخف اعباؤهم عن الدولة.. حتى وان كانت تتحمل معاشاتهم،  بعد الستين.

ولكن الأفضل هى محاولة تغيير طبيعة عمل معظم العاملين فى الدولة..  أى اعادة تأهيلهم ليقوموا بأعمال أخرى انتاجية بعيدة عن بند الاجور والمرتبات. أى العمل خارج الجهاز الادارى للدولة.. ولكن ذلك من أصعب الأمور.. لطبيعة عملهم الحالية.. اذ معظمهم من حملة  المؤهلات النظرية.. وأكثرهم مؤهلات متوسطة: دبلوم تجارة أو ما شابه.. وقد أضيف عليهم مئات الألوف ممن هرولوا إلى التعليم المفتوح لينعموا بمزايا المؤهل العالي.. وهذه جريمة أخري!!

< إذن:="" المعاش="" عند="" الستين..="" أو="" بالخروج="" المبكر="" قد="" يحل="" المشكلة="" الى="" حد="" ما="" ولكن="" القضية="" هى="" وجوب="" تغيير="" سلوك="" العقل="" المصرى="" بالابتعاد="" عن="" الجرى="" للتراب="" الميري..="" وانعكاسات="" ذلك="" على="" المجتمع="" المصري..="" وبالذات="" فى="" قضية="" زواج="">

المعاش وحده لا يكفي.. بل اغلاق باب الوظيفة الميرى هو البداية التى يجب أن نبدأ بها.. اذا أردنا إصلاح الجهاز الادارى للدولة.