عاجل
رئيس حزب الوفد
د.عبد السند يمامة
رئيس مجلس الإدارة
د.أيمن محسب
رئيس التحرير
د. وجدى زين الدين
رئيس حزب الوفد
د.عبد السند يمامة
رئيس مجلس الإدارة
د.أيمن محسب
رئيس التحرير
د. وجدى زين الدين

من الظواهر الرمضانية مسلسلات رمضان وفى كل عام تكون هناك سمة وخط درامي أو تيمة يشترك فيها العديد من الأعمال المعروضة وكأن الذين يكتبون هذه الأعمال يتنقلون من مسلسل الى آخر فيما يسمى الآن ورشة عمل أى أن الدراما لم تعد دراما يكتبها كاتب له فكر ورؤية وأسلوب وقضية يطرحها على المشاهد وإنما ابتدع السادة منتجو المسلسلات فكرة ورشة العمل على غرار الأعمال السينمائية العالمية باعتبار أن الدراما ما هى إلا فيلم طويل يمتد عبر ثلاثين حلقة وأكثر من 900 دقيقة بدلاً من 70 أو 80 دقيقة وتحولت الدراما التليفزيونية بفعل شركات الاعلانات والمنتجين وأصحاب القنوات الخاصة إلى تجارة وليس صناعة أو فناً فى المقام الأول، حيث طغت الإعلانات على الدراما والإبداع ولم نجد حتى الآن أى دور للمجلس الأعلى للإعلام حتى ينظم هذه الفوضى البشعة التى نعيشها ولم يصدر أي قرار ملزم لهذة القنوات حين عرض الأعمال بأن تلتزم بدقائق محدودة وأوقات قصيرة جدا للإعلان حتى لا نفسد متعة المتابعة والمشاهدة وتقضى على مفهوم الفن والإبداع والرسالة الفنية.. وموضوع الإعلانات قضية أخرى فى مقام اَخر ولكن الدراما لم تعد إبداعية وفنية وإنما هي تجارة تخدم الإعلانات وتجلب الأموال للقناة ولشركة الإعلان وتسدد نفقات شركات الإنتاج الكبرى التي أصبحت تحتكر السوق الإعلامى والإعلاني واختلط الحابل بالنابل والزيت بالماء والدم أصبح ماء.. وهنا تبدأ الحدوتة فمعظم إن لم تكن جميع المسلسلات التى تعرض أعمالاً بوليسية تبدأ بجريمة أو جرائم قتل أو اختفاء يتبعه أكشن وتشويق ورحلة بحث عن أسباب الجريمة أو الجرائم وصار البطل هو قسم الشرطة والضابط والسيد وكيل النيابة والمحامى والضحية هو المشاهد والجانى من قرر أن يفرض على المشاهد والجمهور المصري هذه النوعية من الدراما البوليسية فتجد أنك تعيش فى مجتمع غير آمن ومستقر وأن هؤلاء الذين تتابعهم من الممثلين ماهم إلا ممثلون وليسوا شخوصاً حقيقية بداية من المسلسل الذى أثار الجدل «لدينا أقوال أخري» وحكاية غنوة الإرهابى فضل شاكر إلى اختفاء وحدوتة السيدة صاحبة الصورة الروسية المصرية «نسيمة» ثم «الرحلة» التي بها شخصيات جميعها تعاني مشاكل وعقداً نفسية وصراعات إلى «عوالم خفية» للنجم عادل أمام وهو فى دور جديد للأسف كئيب بطيء فى البداية وبه قتل ودم وبحث عن مجهول مثل غادة عبدالرازق فى «ضد مجهول» واستلهام جريمة حدثت بالفعل فى مدينة أكتوبر منذ عشر سنوات تقريباً، أما «ليالى أوحيني» التى انتظرنا أن تهل علينا من الماضى وأناقته كما فى المسلسل الذي لقى نجاحاً بسبب الشياكة والماضى وجريمة القتل «جراند أوتيل» ففي ليالى أوجينى تشعر أنه عمل مدبلج معرب وليس عملاً مصرياً وتلك الشخصيات من بلد أخرى وزمن ثان وكبارية فى باريس على سبيل المثال وطبعاً جريمة القتل هي المفتاح والبداية «وممنوع الاقتراب أو التصوير» للنجمة زينة أيضاً مزيج بين الماضى والقتل والاختفاء ولم يفلت وينج محمد رمضان من الجريمة فى «نسر الصعيد» بل زاد من البيت شعراً فقرر أن يحاكى الجزيرة ويقوم بدور الأب صالح والأبن زين عبقرية المنتج والمخرج!.. حتى النجم المبدع يحيي الفخراني فى «الحجم العائلي» سوف يتخلى عن خفة الظل والمرح التي بدأ بها العمل لأن يدخل هو الآخر فى حدوتة الغموض والاختفاء أو التغيير.. نحن الضحية والمسلسلات فى القسم.