عاجل
رئيس حزب الوفد
د.عبد السند يمامة
رئيس مجلس الإدارة
د.أيمن محسب
رئيس التحرير
د. وجدى زين الدين
رئيس حزب الوفد
د.عبد السند يمامة
رئيس مجلس الإدارة
د.أيمن محسب
رئيس التحرير
د. وجدى زين الدين

هموم مصرية

 

عندما كانت مصر تنعم بعصر الوفرة.. وكنا نأكل مما نزرع وننتج كان الناس يشترون بالأقة.. «وهى أكبر من الكيلو» من لحوم. وخضر. وفواكه.. بل كان المصرى يرى أن العيب «زمان» ألا يشترى لأسرته العنب بالاثنين كيلو.. وكذلك الخوخ والفراولة. أما المانجو والبرتقال فكان لا يقنع الا بشراء 4 أو 5 كيلو جرامات.. والموز كان يشتريه بـ«الكف» ويصل أحيانًا إلى ثلاثة كيلو.. أما البرتقال فحدث ولا حرج. وكذلك المشمش والتفاح البلدى.. وهكذا..

والآن.. وبعد أن التهبت أسعار كل هذه السلع، لماذا لا نغير من سلوكيات الشراء عندنا.. ليس تقليدًا للأوروبيين والأمريكان.. ولكن الضرورات تبيح المحظورات..

< مثلاً:="" لماذا="" لا="" نشترى="" الموز="" بالأصبع..="" يعنى="" موزاية="" للفرد..="" والتفاح="" بالواحدة..="" وكذلك="" المانجو..="" بل-="" وما="" دمنا="" دخلنا="" عصر="" العنب:="" لماذا="" لا="" نكتفى="" بالعنقود="" الواحد..="" حتى="" البطيخ="" لماذا="" نشتريه="" بالبطيخة.="" وليس="" بالقطعة="" يعنى="" «الشرخة»="" أو="" المركب="" كما="" يطلق="" عليها="" السواحلية.="" وكذلك="" كيزان="" العسل="" إذا="" كانت="" كبيرة..="" أو="" الشمام="" والشهد="" الإسماعيلاوى..="" وأيضًا="" الكنتالوب="" بالواحدة،="" كما="" تفعل="" غيرنا="" من="">

وأقسم بالله أن والدى يرحمه الله كان يشترى البطيخ بالعربية!! يعنى 30 أو 40 بطيخة مرة واحدة- فنحن نجاور قرية كفر البطيخ وهى منتج أساسى للبطيخ البلدى والشمام.. وأكثر من مرة كان يشترى العنب الملوكى أبوريحة انتاج مزارع جناكليس.. بالقفص!! تخيلوا.. ومرة اختفى أخى الصغير وكان «يحبى» ولما تعبنا من البحث عنه، وجدناه نائمًا فى قفص العنب، ويبدو أنه أكل كثيرًا من هذا العنب الفاخر.. فنام.

< المهم="" أن="" علينا="" ان="" نغير="" اسلوبنا="" فى="" الشراء..="" فلا="" نشترى="" الا="" ما="" نحتاجه="" فقط="" وبالواحدة..="" وعند="" اللزوم.="" وبذلك="" نقلل="" من="" استهلاكنا="" من="" كل="" ما="" نأكل="" وفى="" الوقت="" نفسه="" نقلل="" مبيعات="" الجشعين="" من="" التجار="" لكى="" «تبور»="" تجارتهم="" وتاجر="" التجزئة-="" هو="" الرابح="" الأكبر..="" واسألوا="" عن="" أسعار="" أى="" منتج="" زراعى="" على="" رأس="" الحقل،="" أو="" فى="" سوق="" الجملة..="" والسعر="" الذى="" يجبرنا="" التاجر="" بالشراء="" به!!="" وليكن="" قيامنا="" بذلك="" مقدمة="" للمقاطعة="" الكاملة="" عن="" شراء="" السلعة="" التى="" يغالى="" التاجر="" فى="">

ولا جدال أن عصر الوفرة الماضية من أهم أسباب ظاهرة الكرش لدى كل المصريين. ومن المؤكد أن «اقتصارنا» على شراء ما نحتاجه بالواحدة فيه منافع صحية- حقيقية- أى لمقاومة الكروش.. وأيضًا لإجبار الجشعين للعودة إلى الحق.. والاكتفاء بالربح المعقول من أى سلعة، وأسلوب المقاطعة تلجأ اليه الشعوب الواعية للسيطرة على الأسعار.

< وإذا="" كان="" صعبًا="" اللجوء="" إلى="" الشراء="" بـ«الواحدة»="" فلماذا="" لا="" نعود="" إلى="" الشراء="" بـ«الرطل»="" كما="" شاع="" عندنا="" فى="" فترات="" الحربين="" العالميتين="" الأولى="" والثانية="" والرطل="" أقل="" من="" نصف="" الكيلو..="" والمصرى="" زمان="" كان="" يشترى="" اللحم="" بهذا="" الرطل..="" لمواجهة="">

ذلك وغيره هو اسلوب يجب أن يلجأ اليه الشعب لردع الجشعين من التجار.. ولا أقول: التجار الجشعين.. والفرق معروف.