رئيس حزب الوفد
د.عبد السند يمامة
رئيس مجلس الإدارة
د.أيمن محسب
رئيس التحرير
عاطف خليل
رئيس حزب الوفد
د.عبد السند يمامة
رئيس مجلس الإدارة
د.أيمن محسب
رئيس التحرير
عاطف خليل

حكاية وطن

الاقتصاد هو الذى أعاد مهاتير محمد إلى سدة الحكم فى ماليزيا بعد غياب نحو 15 عامًا، ليصبح سابع رئيس وزراء لهذه المملكة التى حولها مهاتير إلى نمر اقتصادى.

مهاتير طبيب سابق، وأول رئيس وزراء لماليزيا، ينتمى إلى عائلة فقيرة، حقق تاريخًا حافلاً بالنجاحات، وقاد بلاده إلى نهضة اقتصادية كبيرة فى فترة حكمه الأولى من 1981 إلى 2003، والتى تعد أطول فترة لرئيس وزراء فى آسيا، وتميزت فترته الأولى بالنمو الاقتصادى بعد أن فتح الأبواب أمام الاستثمارات الأجنبية، وأصلح نظام الضرائب، وخفض التعريفات الجمركية، وقام بخصخصة عدة مؤسسات تابعة للدولة، وأتاح فرص التعليم لجميع أبناء الشعب الماليزى.

وتحدث الرئيس السيسى عن مهاتير محمد خلال المؤتمر الخامس للشباب يوم الأربعاء الماضى قائلاً : مهاتير محمد جابوه للحكم بعد سنوات مرة أخرى، وهذا يدفعنا للتساؤل لماذا تعيد الشعوب قادتها وزعماءها إلى الحكم من جديد، هل لإعطائهم فرصة أخرى والاستفادة من خبراتهم، بالتأكيد إنه خيار شعب آمن بدور مهاتير فى الإصلاح الاقتصادى بعد شربه من كأس الفساد الذى سقاه لهم رئيس الوزراء السابق نجيب عبدالرزاق الذى أسقطه مهاتير بالضربة القاضية، وكشف فساده وربط مهاتير عودته الثانية إلى الحياة السياسية بإنجاز مهمة تخليص البلاد من مستويات فساد غير مسبوقة، فى أعقاب اتهامات حاصرت رئيس الوزراء الخاسر عبدالرزاق تتعلق باختلاس نحو 4.5 مليار دولار أمريكى من صندوق التنمية الوطنى، وساهمت تلك الاتهامات فى تراجع شعبية عبدالرزاق، وتحول مهاتير إلى صفوف المعارضة بعد أن كان من أبرز القيادات التاريخية لحزب منظمة الملايو الوطنية المتحدة الشريك فى التحالف الحاكم.

تعهد مهاتير بعد عودته إلى الحكم وفوز ائتلاف المعارضة بالانتخابات البرلمانية على الائتلاف الحاكم بتولى رئاسة الوزراء لمدة عامين فقط على أن يتنازل بعدها عن منصبه لصالح زعيم المعارضة ومنافسه السابق أنور إبراهيم الذى خرج من السجن أخيرًا بعد عفو ملكى.

واختار مهاتير فريق عمل لقيادة الملف الاقتصادى لبلاده فى الفترة المقبلة، ووضع ملف الفساد على أولويات مهامه القادمة، والاستمرار فى الإصلاح الاقتصادى الذى بدأه خلال فترة حكمه الأولى، وتؤكد عودة مهاتير للحكم وهو يقترب من سن الثالثة والتسعين رسالة إلى جميع الشعوب، بأهمية الخبرات التى لا يقف عامل السن أمام تدفقها، خاصة أن مهاتير يعتبر مهندس نهضة ماليزيا، فقرر الشعب مكافأته فى شكل عودة إلى الماضى، لمواجهة الحاضر الفاسد، وكان أول قرار اتخذه مهاتير بعد ثقة الشعب بوضعه على سدة الحكم بعد غياب طويل أن منع عبدالرزاق وزوجته من السفر ومحاكمتهما بتهمة الفساد والبدء فى تنظيف مؤسسات الدولة من الفاسدين، ومراجعة ملف الاقتصاد لدفعه إلى الأمام.
الشعوب لا تنسى القادة المجتهدين، المخلصين، وتتمسك بهم، وفى تجربة مهاتير عظة للشعوب الأخرى، أن المعدن النفيس لا يتم التفريط فيه، ويجب دفعه إلى مقدمة الصفوف، ونقف إلى جواره، ونشجعه، حتى ولو كان يقسو علينا، فإنه بالتأكيد يبكينا بعض الوقت ليريحنا كل الوقت بعد ذلك، خاصة إذا ارتبط الاقتصاد بالسياسة حتى تكتمل منظومة الإصلاح.