رئيس حزب الوفد
د.عبد السند يمامة
رئيس مجلس الإدارة
د.أيمن محسب
رئيس التحرير
د. وجدى زين الدين
رئيس حزب الوفد
د.عبد السند يمامة
رئيس مجلس الإدارة
د.أيمن محسب
رئيس التحرير
د. وجدى زين الدين

حكاية وطن

لا توجد دولة يتفق شعبها على رأى واحد، فهناك آراء مؤيدة لفكرة ما وآراء معارضة لها، وتأخذ المجتمعات الديمقراطية برأى الأغلبية، ومن هنا تأتى أهمية وجود الأغلبية والمعارضة فى البرلمان.

وافتقد مجلس النواب الحالى إلى الحزب المؤيد والآخر المعارض، فأصبح وضعه غريباً، فالأحزاب الممثلة فيه لا تمارس المعارضة فى ظل الأغلبية التى يسيطر عليها المستقلون. وبات من الضرورى وجود ظهير فى شكل حزب سياسى للأغلبية، وآخر للمعارضة يعبر كل منهما عن رأيه، ويتم التصويت ويرجح رأى الأغلبية.

وثمن حزب الوفد الدعوة التى أطلقها الرئيس السيسى فى مؤتمر الشباب لتوحيد الأحزاب فى مصر، والوصول إلى حزبين أو ثلاثة أقوياء، وقرر المستشار بهاءالدين أبوشقة رئيس الوفد الاستجابة لدعوة الرئيس السيسى لأنها تتماشى مع المادة الخامسة من الدستور التى تنص على التعددية الحزبية والتداول السلمى للسلطة، بعد أن أصبحت الكرة فى ملعب الأحزاب، فمن المتوقع أن يدعو أبوشقة كافة الأحزاب السياسية للاجتماع فى بيت الأمة لتفعيل دعوة الرئيس، وتتحمل الأحزاب مسئوليتها تاريخياً أمام الله والوطن.

بعد انتخابات حزب الوفد فى 30 مارس الماضى التى فاز فيها أبوشقة برئاسة الحزب، قرر أن يكون الوفد فاعلاً رئيسياً فى الحياة السياسية فى الفترة القادمة، ودعا أبوشقة إلى أهمية وجود أحزاب قوية، قادرة على قيادة المشهد السياسى، وطرح وجود حياة حزبية تضم ثلاثة أو أربعة أحزاب تمارس حياة سياسية سليمة، وتتنافس فى جميع الانتخابات، وقال أبوشقة إن الوفد لن يمارس معارضة الصياح، وسيكون مؤيداً للقضايا التى تخدم الوطن، ومعارضاً لما يراه فى غير صالح الوطن، ويقدم الحلول من خلال بيت خبرة برلمانى فى حزب الوفد وحكومة ظل. ما فكر فيه أبوشقة هو ما يتم على أرض الواقع حالياً، مطلوب طرف مؤيد يدافع عن وجهة نظر الحكومة وطرف آخر ينتقد السياسات لو كانت خاطئة، ويثنى عليها لو كانت سليمة، ولن تكون معارضة الوفد من أجل المعارضة، أو تصدير المشكلات، انما يسعى لتصحيح السياسات وطرح الحلول العملية والواقعية للمشاكل.

الوفد يسعى إلى ائتلاف للمعارضة، ومن واقع تاريخ الحياة الحزبية فى مصر فإن الوفد دائماً يتصدر دور المعارضة فى البرلمان، وأبوشقة قادر على زعامة المعارضة تحت القبة وسيكون الوفد أو ائتلاف المعارضة الذى يقوده الوفد متوافقاً فى القضايا الوطنية العريضة، ومختلفاً فى البرامج التفصيلية. الهدف الأسمى الذى يسعى اليه الوفد فى المرحلة القادمة باعتباره أعرق وأقدم الأحزاب هو إثراء الحياة الحزبية فى مصر، وزيادة النشاط السياسى المنافس.

الوفد كان يراهن على أن الرئيس السيسى سيرد الاعتبار للحياة السياسية والحزبية التى تم تهميشها فى الماضى فى ظل سيطرة الحزب الواحد على مقاليد البلاد، وثبت فشل سياسة التكويش على السلطة، وقرر الرئيس السيسى بدء فترة حكمه الثانية واضعاً يده فى يد المعارضة الوطنية باعتبارها جزءاً من النظام، حيث قال الرئيس: أهلاً وسهلاً بالمعارضة فهى جزء منا واحنا محتاجينها معانا، كما قال الرئيس إنه يقف على مسافة واحدة من جميع الأحزاب.

وجاء الدور على الأحزاب السياسية فى ترجمة دعوة الرئيس لها فى القيام بدورها فى بناء الدولة وتقديم الكوادر الوطنية القادرة على القيادة فى المستقبل.

 

ـ

ـ