رئيس حزب الوفد
د.عبد السند يمامة
رئيس مجلس الإدارة
د.أيمن محسب
رئيس التحرير
د. وجدى زين الدين
رئيس حزب الوفد
د.عبد السند يمامة
رئيس مجلس الإدارة
د.أيمن محسب
رئيس التحرير
د. وجدى زين الدين

هل علينا شهر رمضان الكريم بخيراته وبنسماته وبأجوائه الروحانية وهو شهر ميّزه رب العالمين على باقى الشهور وجعله للعبادات وللصوم ولحسن معاملة الناس وشهر للرحمة والتسامح والتوحد بين الناس.

والحكمة من الشهر الكريم عودة المسلمين إلى ربهم نسوا فى الشهور السابقة و فى زحمة الحياة الجزء الآخر من الدين الإسلامى وهى المعاملات بين الناس، فالإسلام جزئين هما العبادات و المعاملات.

والمعاملات هى جزء أساسى من الدين الإسلامى وهى التى تهدى غير المسلمين إلى الإسلام بحسن تصرف المسلمين وهى التى تهدف إلى نشر التراحم والتسامح والسلام والخير بين الناس وترفع من قيمة الأخلاق حتى تصل إلى مرحلة أن القوانين تصبح حبراً على ورق لأن الناس فى معاملتهم لا تحتاجها.

والمعاملات هى ما نفتقده فى بلادنا هذه الأيام وأصبح شهر رمضان فرصة للإثراء السريع وتحقيق المكاسب غير المشروعة من التجار ومن مؤسسات حكومية للأسف تشارك فى استغلال الناس وتتقاعس مؤسسات أخرى عن مراقبة الأسواق قبل وأثناء رمضان، ما يجعل الأسواق أشبه بغابة لا قوانين فيها ولا أخلاق.

وحالة ارتفاع الأسعار التى شهدتها جميع السلع قبل رمضان بأيام يؤكد أننا شعب متدين مظهرياً وليس متديناً حقيقياً لأن يهمل جزء الثانى من الدين الإسلامى وهو المعاملات يكره التراحم والتلاحم الكل ينظر إلى الآخر الكل يريد السطو على ما فى جيب الآخر.

فالإسلام ليس فقط الصلاة والصيام والحج والعمرة ولكن أيضًا التراحم والتسامح والمعاملة الحسنة بين الناس بمعنى عدم استغلال الظروف الاقتصادية التى تمر بها البلاد للسطو على جيوب الناس، إما برفع أسعار السلع بصورة مبالغ فيها ووصلت إلى حد أن الناس عجزت عن الشراء ومن يستطيع فإنه يشترى أقل مما يحتاجه فعلياً.

ففى أغلب الدول انسحبت مؤسسات الدولة من الإنتاج واتجهت إلى الاقتصاد الحر وضعت قوانين صارمة لمراقبة الأسواق وشكلت أجهزة مستقلة بالفعل لتنفيذ هذه القوانين كما وضعت قوانين قوية لمكافحه الفساد وتضارب المصالح داخل أجهزتها ووزرائها كما تدعم الآليات الأخرى التى تساعدها فى عملية ضبط الأسواق.

لكن الحكومات المصرية المتعاقبة نفذت الجزء الأول من عملية الإصلاح وتمثلت فى الانسحاب من عملية الإنتاج وتركته للقطاع الخاص وتجاهلت متعمدة وضع الضوابط اللازمة لمراقبة الأسواق كما تتجاهل فعل ذلك حتى فى المناسبات مثل مناسبة الشهر الكريم والأعياد.

وهنا ظهر الجشع الذى يسود الأسواق قبل واثناء شهر رمضان وانتقل إلى كل الناس بعد تحول هذا الشهر المخصص للعبادات والتراحم والتسامح وسمو الأخلاق الإنسانية وإحياء الضمير لدى كل واحد منا إلى شهر الجشع فى الأسواق وبالتالى انعدمت الرحمة وحل العنف والعصبية بديلاً للتسامح بين الناس.

نتمنى فى هذا الشهر الكريم أن تصحو الضمائر وأن تعود إلى فطرة الإسلام فى هذا الشهر الكريم الذى ندعو الله أن يعيده على مصر والعرب بالخير والبركات وأن يقينا شر الفرقة والتعصب والفساد وأن يعيده علينا كل عام بالخير.