صرخة قلم
عملًا بحق الرد مكفول، وصلنى هذا الرد من إبليس اللعين على ما نشرته فى مقالى السابق بعنوان (رسالة إلى إبليس) فى الصفحة التاسعة بعدد الخميس 10 مايو 2018، قال إبليس فى صدر رسالته لن أخاطبك كما تعودتم على تلقى الردود بكلمة «سيدى» لأننى أعتبر كل البشر «عبيد» عندى إلا من أبى وابتعد عن سبيلى. ففى البداية أعرفك بنفسى فأنا كما تعلمون كائن خارق للعادة واسمى يختلف باختلاف الثقافات والاديان فدين الإسلام يسمينى إبليس أو الشيطان، وفى المسيحية اسمى «لو سيفر» أو «الملاك الساقط»، وفى اليهودية يطلقون على اسم «ليهوه» وأنتم تعتبروننى تجسيداً واقعياً للشر وكثير من بنى البشر يعتبرونى عدواً لله ونقيضاً له، وما يدعم ذلك أن الأديان جميعها صنفتنى ممثلاً للشر وكل ما يندرج تحته من أفعال وافكار أما أنا فأعتبر أن حربى المقدسة ضد الخير وأهله هى عملى الأوحد، وأحاول بكل قوة أن أثنيهم عن فعل الخيرات وترغيبهم فى اتباع الملذات والسعى فى الأرض للإفساد.
واستطرد ابليس فى رده: لقد كنت من أعيان الجن المقربين إلى الله وطردنى الله من رحمته بعد ان عصيت أمره لى بالسجود لآدم المخلوق من طين ومن وقتها وصفونى بالعاصى والحاسد والكاره والمتمرد والباطل والغاوى والخبيث والمخادع ووجودى كان بداية التمييز بين الخير والشر وعمليا أخذت هذه الصفات وسيلتى لإغواء الضعفاء من بنى البشر ساعدنى فى وظيفتى ملاين البشر الذين يعشقون ملذات الدنيا ويحبون الشهوات المحرمة والأفعال غير الشرعية اسير بينهم بأفكارى وأفعالى التى تسمونها الخبيثة لغوايتهم باتباعها وتعليمهم على إغواء الآخرين بها فصنعت شياطين من البشر يقومون بنفس الوظيفة بدقة وإتقان تامتين لدرجة أنهم تفوقوا على معلمهم.. تصوروا يا بشر أن بينكم ملايين منكم يقومون بدورى بكل سهولة مع قرنائهم من البشر البعيدين عن طريق الله.
وقال ابليس فى رده أن دينكم أخبركم باننا نصفد فى شهر رمضان وفعلا يتم تقييدنا بسلاسل ونسجن ونبتعد تماماً عن بنى البشر، ولكننا كلفنا ملايين من شياطين الأنس بالقيام بوظيفتنا خلال الإجازة السنوية التى نقضيها فى جهنم.
وذيل ابليس رده بقوله بعد ساعات قليلة سيحل شهر رمضان الذى نحترق فيه جراء إقبال المؤمنين على المساجد وتلاوة القران والصيام والتعامل بالحسنى بين الصائمين واتحداكم بنى البشر أن تمتنعوا عن المعاصى لأنك بينكم من هم أعتى من شياطين الجن فى الاغواء للمعاصى فوصيتى لاتباعى من شياطين الإنس هى جعلهم يحتلون مكانى فى التضليل والغواية والمكر والخداع والضياع.
انتهى رد ابليس اللعين وبقى أن أذكركم بأن ماذكره فى رده كان منطقيا ولم يحاول إغوائى أو تحريكى نحو ملذات الدنيا واستشهد أخيراً بأن نبينا الكريم صلى الله عليه وسلم استعاذ من شياطين الإنس, والقرآن أيضًا فقال تعالى (وكذلك جعلنا لكل نبى عدواً شياطين الإنس والجن يوحى بعضهم إلى بعض زخرف القول غرور).