رئيس حزب الوفد
د.عبد السند يمامة
رئيس مجلس الإدارة
د.أيمن محسب
رئيس التحرير
د. وجدى زين الدين
رئيس حزب الوفد
د.عبد السند يمامة
رئيس مجلس الإدارة
د.أيمن محسب
رئيس التحرير
د. وجدى زين الدين

 

وقف سفير الكيان الصهيونى على المسرح يخاطب مدعويه الذين حضروا حفل «العار» فى أحد فنادق القاهرة، وكانت ملامح الرجل وكلماته مشحونة بالغرور وتعلو فيها نبرة الانتصار على العرب عامة والمصريين خاصة، فها هو يقف وسط حفاويه مدعوين يحملون الجنسية المصرية، وعلى ضفاف النيل وقريبًا من ميدان التحرير رمز ثورتهم ها هو يلقى الترحيب من الحاضرين بعد أن قضى سفراء الكيان الصهيونى عشرات السنين معزولين لا يقبل مصرى مصافحتهم أو التعامل معهم حتى اضطر بعضهم إلى ترك موقعه هربًا من العزلة القاتلة.

تصور سفير الكيان الصهيونى أنه حقق نصرًا مؤزرًا وأنه كسر أسوار العزلة التى أقامها حول سفارته الشعب المصرى كادت مشاعر الإحباط تسيطر على نفسى، لكننى اعتصمت بثقتى فى الشعب المصرى والشعوب العربية وأخذت أتابع ردود الفعل المصرية والعربية على احتفالات الكيان الصهيونى بهذا الحدث وبالحدث الأكثر خطورة، وهو نقل الرئيس الأمريكى ترامب سفارة أمريكا إلى القدس معلنًا القدس عاصمة للكيان الصهيونى بقرار أمريكى؟!!.

ردود الفعل الشعبية المصرية والعربية ـ وأكرر الشعبية، انتشلتنى من حالة الإحباط وأخذت أتابع ردود الفعل الشعبية فى لقاءات خاصة مع شرائح مختلفة من الجماهير وبقراءة تعليقات على مواقع التواصل الاجتماعى وبملاحظة ردود الفعل على احتفالات «العار».

كانت ردود الفعل تفصح بكل وضوح عن إدراك شعبى عميق بأن الكيان الصهيونى هو العدو الأخطر الذى يتربص بالشعوب العربية يتحين أية فرصة «للانقضاض على أى أرض أو ثروة عربية لينهبها مع الشريك الأمريكى وأن هذا العدو المتربص يرتكب فى سبيل تحقيق أغراضه وأهدافه كل ألوان البطش والقتل والتدمير ضد كل ما هو عربى وأن هذا الكيان الذى يترك حدوده حتى الآن دون تحديد واضح يقدم بذلك الدليل القاطع على أطماعه فى أن يسيطر على كل أرض عربية يستطيع أن يحتلها بقوة السلاح، هدفه احتلال الأراضى العربية أو النسبة الأكبر منها خطوة خطوة،. وإذا كان الاحتلال القديم هدفه مجرد نهب ثروات البلاد التى تحتلها قواته العسكرية فإن الكيان الصهيونى هدفه إحلال «الصهاينة» محل أهل البلاد التي يحتلها ويبقى على أصحاب هذه البلاد فى حالة من القهر بأبشع ألوان العنف والإذلال خدمًا لأغراضه واهدافه لا أكثر.

هذا المفهوم المرتكز على ممارسات يومية للكيان الصهيوني لم تستطع آلة الدعاية الصهيو أمريكية أن تغيره لأن جرائم هذا الكيان اليومية تؤكده.

من هنا يدرك الشعب المصرى والشعوب العربية أن الكيان الصهيونى سيظل هو «العدو الأخطر» واثق أن فرحة سفير الكيان الصهيونى لن تستمر طويلًا وسوف يعيده الشعب المصرى إلى عزلته كما فعل مع من سبقوه، وسيظل الشعب المصرى ـ كعهده ـ يرى أن من يتعامل مع الكيان الصهيونى أو من يمثله خائنًا لوطنيته، ومن يشك فى ذلك عليه أن يسأل نفسه: لماذا لم يجرؤ من حضر حفل العار على إعلان مشاركته فى الحفل؟! ولماذا كل هذا التعتيم على أسماء من حضروا  إنه «العار» الذى يشعر به فى قرارة نفسه كل من شارك فى «حفل العار».

يا سيادة السفير عد إلى مخبئك متحصنًا بأسوار التأمين، فالشعب المصري يرفض مجرد أن يرى سحنتك.