عاجل
رئيس حزب الوفد
د.عبد السند يمامة
رئيس مجلس الإدارة
د.أيمن محسب
رئيس التحرير
د. وجدى زين الدين
رئيس حزب الوفد
د.عبد السند يمامة
رئيس مجلس الإدارة
د.أيمن محسب
رئيس التحرير
د. وجدى زين الدين

ع الهامش

أتى رمضان والأقصى هذا العام أكثر عزلة وانعزالاً مما مضى، وقد أحكم المحتل قبضته تماماً على الأرض والبشر بعد سبعين عاماً من الاحتلال، وسيد البيت الأبيض قدم ما قال إنه وعد انتخابى ونقل سفارة بلاده إلى القدس فى يوم ذكرى النكبة متجاهلا القانون الدولى وحقائق التاريخ والقرارات الدولية التى تقر بأن القدس أرض محتلة عام 67. ولكن للسيد ترامب منطقه الذى لم يتراجع عنه فى ظل ردود الفعل الواهنة من المجتمع الدولى وانشغال جيران إسرائيل بمشاكلهم الداخلية.

السياسة الفجة من أمريكا جعلتنا نستفيق من أوهام كانت تروج منذ عقود بأن كل شىء قابل للتفاوض وإمكانية استعادة ما ضاع, والحقيقة أن القدس والأقصى احتلا فى حرب يونيو. وطوال العقود الماضية كنا نطارد خيط دخان سواء الجمعية العامة أو مجلس الأمن أو حتى مؤتمرى أوسلو ومدريد. فهناك من لا يحترم القانون الدولى بكل بجاحة ويفعل ما يصب فى مصلحته ووجد من يؤيده علناً أو فى الخفاء طالما وتلاقت المصالح ولتذهب فلسطين إلى الجحيم.

لكن هيهات فقد أتت مسيرات العودة لتقول إن هناك شعباً ما زال يحلم أنه سيعود يوما. وأن الضعف والهوان مرحلة عابرة وليست هى سمة أصحاب القضية. وعلى مدى ستة أسابيع سقط خلالها عشرات الشهداء ومئات المصابين بأيد عارية إلا من طائرات ورقية وحجارة وتلقوا فى المقابل رصاص القناصة وقنابل طائرات العدو المسيرة التى قتلت من قتلت وأصابت آخرين ببتر أطرافهم ليصاب الشباب بالعجز.

كلما تعقدت القضية الفلسطينية يزداد يقينى أن الحل قريب لا نراه بأعيننا. لكنه ولا شك آت. فعندما نجد أطفال فلسطين يتقدمون صفوف المقاومين وكذلك أصحاب الحالات الخاصة. ولم ينجح الاحتلال فى كسر إرادتهم ولم يعبث بعقولهم كما عبث بـألباب آخرين. ولا ينتظرون شيئا من الآخرين، فالكل لديه ما يشغله. وقادة الحركتين فى غزة والضفة فشلت فى التوافق بينهما ولم ينجح القطار القادم بأقصى سرعة ألا وهو صفقة القرن فى توحيدهما, ومع العلم أن تلك الصفقة لن تضيَّع أكثر مما ضاع والقدس بمثابة القلب من الجسد فماذا يفيد الجسد إذا سرق منه القلب؟. وطالما بقى الوعى المقاوم صامداً فى وجه العدو فلا خوف من المؤامرات والمتآمرين أيا كانوا.

الغريب هو إحداث البعض حالة من اليأس وبث روح انهزامية ومحاولتهم الإيحاء أن الأمر لن نستطيع أن نواجهه, إذا كنت تشعر بذلك فلتتوارَ ولا تجاهر وهو أضعف الإيمان. فدماء شهداء مسيرات العودة لن تضيع سدى ولها لعنة ستصيب من يتعاون فى أى صفقة تضييع الحقوق الراسخة, وطالما بقى الشعب واعياً لما يقدر له من جور ومتصدياً له سيزول الوهم القائم ولا ننتظر شيئا من الضمير الدولى لأنه ببساطة فى إجازة مفتوحة إلى أن تتغير لوحة الشطرنج.

[email protected]